31‏/1‏/2008

فقط هي !

سألنتي : ماذا تعرف عن الحب ؟

قلت : وماذا أعرف غير الحب ؟


سألتني : ما هو الحب ؟

قلت : هو أن تصمت شفتاك وتتكلم عيناك!


سألتني : كيف أتعلم الحب ؟

قلت : ومن علم الرضيع البكاء في مهده يا عزيزتي ؟


سألتني : وكيف أحب ؟

قلت : سؤالك الصحيح هو : وكيف أعيش ؟ فالحب هو حياة .. والحياة حب .


سألتني : وما هو عكس الحب ؟

قلت : حتماً هو اللا حب ..


سألتني : وهل تحبني يا ترى ؟

قلت : أنظري لعيني جيداً .. ففيها كل مرادفات الحب بكل اللغات .. فقط أنظري في عيني !


سألتني : ومتى تتوقف عن حبك لي ؟

قلت : عندما تتوقفي على أن لا تكوني أنتي .. وتتحولي إلى أنتي أخرى .


سألتني : وهل ستحبني للأبد ؟

قلت : وحتى بعد أن يذبل الأبد ، وينبت بعده ألف أبد .. سأحبك .


سألتني : ولكني لماذا أحببتني أنا ؟

قلت : نعم .. لماذا أحببتك أنتي ؟؟


سألتني : وهل يكفيك حبي لك ؟

قلت : وهل يتحمل حبنا خفقات قلبينا ونحن معاً ؟


سألتني : هل ستحب أحد أخر مثلما أحببتني ؟

قلت : وهل يوجد في العالم شخص أخر ؟ أليست أنت كل أخر ؟


28‏/1‏/2008

مش لازم عنوان .. موضوع وخلاص !

عرينتي حبيبتي ..

الشتا السنة دي واضح أنه قاسي شويتين .. شد حيله من أول السنة من غير رحمة ، زعابيب ومطر وبرد وبرق ورعد .. مش نافع معاه البطانية والدفاية ولا الجاكيت !! يمكن فيه إحساس برئ جوايا بيدفيني من البرد ده ، ويمكن اللي مخليني صابر !!

المهم !!

الأيام دي الشغل مطلع عيني بجد .. مش لاقي نفسي خالص وتايه تماماً .. تصدقي إني ساعات أنسى أكل ؟؟ وساعات أنسى أني سقعان ؟ شكلي بقى مثير للشفقة فعلاً ..

عايز أقولك على سر .. من نوع (الأمير ودانه طويلة) .. بس مش عارف أقوله إزاي ؟؟ أنا قربت أتجنن يا عرينتي !! ألحقيني ..

واللا أقولك .. حقولك مرة تانية .. حقولك كل حاجة بالتفصيل .. وربنا يستر !!

بس النهاردة أنا جت لي فكرة مجنونة شوية !!

أنا قررت أعمل فيكي بلاج (شاطئ) خاص بيا .

.

المية فيه لونها أخضر على عسلي .. والرمل فيه بلون الدهب .. درجة الحرارة بقت 37 .. مفيش حد هنا غيري .. وأنا لابس (المايوه) بتاعي .. والبحر بيناديني !!

بس أنا واقف محتار بين البحر والرمل .. ياترى ألعب الأول بالرمل وأتمرمغ فيه وأعمل قصور وأسوار عملاقة ؟؟ واللا أنزل البحر وأبلبط فيه وأجري ورا الموج الأبيض المجنون ؟؟

واللا أقولك : أنا حنام على الكرسي (الشيزلونج) شوية وأخد حمام شمس .. وأمزمز شوية بالـ (كان) المشبر الساقع اللي مليان البيبسي ماكس ومش بيخلص !!

أو أقف في وسط البلاج وأغني بصوت عالي : (لما النسيم يعدي بين شعرك حبيبتي بسمعه .. بيقول آهات) .. وأنزل على ركبي وأمسك شوية رمل أرميهم في الهوا لما أجي عند الكوبليه بتاع (عايزاني ليه لما تقولي لي بعشقك .. ما أصرخش وأملا الكون آهات) !!

أو ممكن أجري على على الشط شوية زي الحصان المجنون لحد ما جسمي كله يعرق .. بعدين أتقلب على الرملة لحد ما الرملة تملا جسمي كله بعدين أجري على البحر عدل .. هو أنا كدة مش حبقى عامل زي الفراخ البانيه اللي بتتعمل في البقسماط وبعد تترمي في الزيت ؟؟ يا ستي مش مشكلة ..النهادرة إجازة من العقل والواقع .. النهاردة أنا قررت أنه يكون جنان خام .. وهو أنتي مش واخدة بالك إن المايوه بتاعي مكوي ؟؟ وهو حد يكوي المايوه بتاعه ؟؟

بقولك أيه !!

أنا معنديش وقت ..

عايز أتمرمغ !!

عايز أبلبط !!

عايز أمزمز !!

بس هو ليه الجو حر كدة ؟؟

27‏/1‏/2008

كتاب الوجه!



للأسف كنت واحد من الذين غرر بهم ووقعوا ضحية لإغواء موقع Face Book الزنيم !!

وكانت بداية معرفتي به في رمضان الماضي عندما عرض (حسين فهمي) حلقة من برنامجه (أنا والناس) عن موقعي فيس بوك وهاي فايف وأيهما يفضل من الموقعين ، ورأيت الشباب يتحدثون بكل فخر عن اختيارهم للفيس بوك لأنه أكثر انتشاراً وبه مزايا أكثر وأهم عن موقع هاي فايف كما يقولون !! وبما أني فضولي للغاية ومحب للتجارب واكتساب الخبرات الهامة والتي قد تغير مستقبلي ، فقد قررت أن استكشف عالم الفيس بوك في اليوم التالي لإذاعة البرنامج !!

وقد كان ‍‍‍‍!!

دخلت على الموقع وقمت بالاشتراك .. ثم طلب مني الموقع ببجاحة إدخال بريدي على الهوت ميل وكلمة السر الخاصة به .. وأعترف أني ترددت كثيراً في إدخال تلك البيانات !! ثم فكرت قليلاً بمنطقية ، ثم قررت إدخال البيانات المطلوبة بعد أن اقتنعت بأن الموقع لن يتجسس على بريدي الوارد والصادر ..

ودخلت عالم الفيس بوك !!

أول شيء لاحظته هو أن الموقع يقوم بفحص إيميلات المشتركين في حسابي ، ويقوم بإخباري عن المشتركين منهم بالفعل في موقع الفيس بوك ، ثم تليها خطوة أخرى لزجة وهي : إخطار غير المشتركين وإعلامهم عن الدين الجديد .. أقصد عن الموقع !!

طبعاً رفضت إخطار غير المشتركين في أول الأمر وقررت أن أستكشف الموقع أولاً ثم أبدي رأيي فيه ، وأقوم بإخطار من لا يعرفون عنه بعد ذلك !!

وتكونت لدي مجموعة أصدقاء كانوا على عندي في الأصل على الهوت ميل ، كان إجمالي الأصدقاء حوالي 8 !!

وبدأ الفضول ينهشني نهشاً لمعرفة كنه الموقع وأنا أسترجع حماسة الشباب في برنامج (أنا والناس) في إبداء رأيهم في الفيس بوك والثناء عليه بكل حرارة !!

وتصفحت الموقع سريعاً ولم أجد ما يثير شهيتي إطلاقاً !!

فقط سخافات تؤدي إلى سخافات أخرى ، مثل:

أرسل لصديقك باقة ورد .

أكتب على صفحة صديقك .

أشتري هدية لصديقك .

فلان وعلان أصبحا أصدقاء جدد .

قام ترتان بإضافة ميزة جديدة على الفيس بوك .

قم بوخز صديق .

قم بتقبيل صديق .

قم بصفع صديق .


إلى أخر هذا الهراء المعروف لمعظمنا ..


ربما هذا ما جعلني أكتب في أول مرة على هذا الموقع وعلى صفحتي الخاصة :

FaceBook!
لكم هو موقع سخيف وممل .. مزعج حقاً ..وما أتفه شأنه ..
فجأة أصبح شباب بلدي منظم ومؤدب ووقور على صفحته الخاصة .. أما في الشارع فهم دواهي عاتية ..
أصبحت الشابات ها هنا قمة في الخفر والحياء .. وفي حقيقتهن الزيف وأشياء أخرى..
الكل هنا أصبح رساماً وشاعراً وفارساً نبيلاً..
الكل هنا نافس القديسين في سلوكهم ..أما في داخلهم فهم يخفون أغراضهم الخفية المرعبة..
إلى هؤلاء المزيفين في هذا الموقع : جاتكم وكسة على وكستكم .

إلى موقع
FaceBook :

من كل قلبي أتفوووووووووووووووووه عليك


ثم بدأت المشاركات تصل إلى من أصدقائي !! أحيانا تصل كصورة أو فيديو أو مشاركة نصية .. في البداية شعرت بفرح شديد لاعتقادي بأنها مرسلة إلى شخصي خصيصاً .. وبناءاً على ذلك كنت أقوم بالرد على تلك المشاركات وإرسالها مرة أخرى إلى مرسليها مع خالص حبي !

وكان لابد هنا من مصالحة الفيس بوك واعترافي بأني أدين له بـ (حق عرب ) ، فنشرت الرسالة الثانية على صفحتي والتي تقول :

FaceBook!
مرة أخرى أعود إليك .. أعتذر لك عما ما بدر مني .. أتمنى أن تسامحنى .. فكم أنت موقع جميل (وإن لازلت تافه بالنسبة لي ) .. أتمنى لك مزيداً من التقدم ..

ويوماً بعد يوم كنت أتفاعل مع الموقع وانبهاري به يزيد يوماً بعد يوم .. وتراكمت عندي الميزات المضافة ..

إلا أني لاحظت في ضيق ظاهرتين أثارتا استيائي وخجلي ..

الأولى :

بدأت المشاركات الدينية تصلني .. ولكن للأسف كلها – وأكرر كلها – مشبعة بصيغة التسول الملحوظ !! الرسالة تبدأ بدعاء جميل أو أقوال مأثورة ، تليها الكلمة المعتادة (ارسل هذة الرساله لكل اصدقائك المقربين حتى انا ان كنت واحداًمنهم:: وانطر كم رساله ترد لك. وان كانت اكثر من 3 فأنت حقاً شخص محبوب) وملحوظة سريعة : ما بين القوسين نقل حرفياً من إحدى الرسائل التي وصلتني .. والكلمات باللون الأحمر تركتها أيضاً كما هي بأخطائها الإملائية الشنيعة والبشعة والمؤذية لبصري .. يا خسارة يا شبابنا.. (وهذا ما أثار استيائي)

الثانية :

الصور وملفات الفيديو الفاضحة توالت على صفحتي الخاصة كغزو الجراد على الحقول الخضراء .. فامتلأت صفحتي بصور صدور النساء العارية وأفتن الأجسام على مدار العام وأكثر الشخصيات إثارة .. وأيضاً ملفات فيديو تحوي مواد غير مقبولة أخلاقياً بالنسبة لمجتمعنا الشرقي .. ومعروف طبعاً بأن أصدقائي يرسلون لي هذه الملفات كنوع من (إظهار المحبة والمودة) .. ولكنهم للأسف قد لا يعرفون بأنه لدي صديقات ملتزمات ومحترمات للغاية قد يدخلن على صفحتي في أي وقت .. وحرصاً على مشاعرهن كنت أطارد تلك المواد الخليعة في طول الموقع وعرضه ، وكنت أشبه بمن يحاول اصطياد ناموسة مزعجة بـ (شفاطة) بلاستيك !! (وهذا ما أثار خجلي ) ..

وأكثر ما يثير حنقي هو أن أجد لدى بعض زميلاتي تلك المواد الخليعة على صفحاتهن الخاصة والمرسلة من أصدقائهن دون مراعاة لواجبات الزمالة بين الشاب والشابة في مجتمعنا !!

والآن انتهى استخدامي تماماً لذلك الموقع الصفيق بعد أن تيقنت من جدواه .. وهو ببساطة لا شيء على الإطلاق .. فهذا الموقع قد يصلح كتسلية للعجائز كبديل مناسب لقزقزة اللب والنميمة والتذمر من الحالة الصحية ونسيان النسيان ذاته .. أما مع الشباب مثلنا فاعتقد إننا لسنا بحاجة إلى موقع تافه مثل الفيس بوك ليشغل وقتنا المهدور أساساً ..


وكتبت من قبل في موضوع سابق أحذر من أن (ساعات الحاجات الكبيرة دايماً بتكون نتيجة للحاجات الصغيرة ) أي عظائم الأمور قد تبنى على أتفه الأمور شأناً (بإمكانك الرجوع إلى الموضوع من خلال هذا الرابط)..

وقبل الفيس بوك كان يوجد الـ ( أي سي كيوICQ ) والذي هاجت الدنيا وماجت عليه ، وبلغ شغف ووله بعض الأشخاص عليه لدرجة أنهم وضعوا رقم الأي سي كيو على الكارت الشخصي الخاص بهم بجانب الإيميل ورقم المحمول كدليل على الأهمية المفرطة لهذا الشخص !! وتوقعت بأن أمشي في الشارع ويسألني مخبر أو أمين شرطة عن رقم الأي سي كيو الخاص بي ، أو أشتري غسالة فول أوتوماتيك بضمان الأي سي كيو نمبر بتاعي !!

وأنتهى الأي سي كيو ..

وظهر الـ (بال توكPall Talk ) ..

وهاجت الدنيا مرة أخرى .. وبدأ التضاد يظهر في الأنترنت بصورة أوسع ، بمعنى :

ظهرت غرف على البال توك تقوم بالدعوة والإفتاء .. فيأتي شخص يدعي أنه شيخ وعالم في الفقه ويفتي في أمور الدين على الهواء مباشرة من خلال الميكروفون ، في حين أن مستواه الديني يثبت بأن (أخره) حفظ سورة الفيل بصعوبة .. وكانت النتيجة ظهور فتاوى كثيرة وغريبة وغير معلوم مصدرها .. ومعظمها صدرت من خلال غرف ذاك البرنامج الخبيث !!

وعلى الصعيد الآخر .. وجدت غرف تحت اسم (حوار الأديان المفتوح) .. حيث يدخل عدد من الناس اختلفت أديانهم ومذاهبهم في تلك الغرف .. فنجد المسلم يشكك في عقيدة المسيحي ويتهمه بأنه كافر وأن الأنجيل محرف .. ويرد عليه المسيحي بأن يسوع لم يكن مزواجاً ولا سفاح مثل محمد !!! ويشكك المسلم السني في عقيدة المسلم الشيعي ويتهمه بأنه كافر وينكر أن محمد رسول الله وأنهم قوم يعبدون علي ابن أبي طالب .. ويرد عليه الشيعي بأن السنية هم فئة ضالة وجزائهم في الآخرة جهنم وبئس المصير!!


وأيضاًَ الغرف التي تهتم بالجنس والتي معظم مريديها أبناء الخليج ..

فلأول مرة أجد غرف تتحدث عن الجنس صراحة وبدون حياء بين شباب وشابات بلغة وقحة سوقية ..

وأيضاً فوجئت بوجود غرف مخصصة للشواذ والسحاقيات !! بل مقسمة حسب ميل الشواذ نفسهم .. يا نهار أسود !!!


لكن الآن انحسرت شعبية الأي سي كيو والبال توك .. ولم يبق في الصدارة إلا البرنامج الخاص بشركة ميكروسوفت وهو (أم أس أن MSN) لتفرده بالاحترام والجدية ومراعاة الأولوية المطلقة للخصوصية الفرد .. وأنا أستخدم برنامج الماسنجر الخاص بميكروسوفت قرابة التسع سنوات ، ففي كل الحالات توجد حكمة : ( البقاء للأكثر احتراماً)!

وأخيراً .. أتوجه بكلمة أخيرة إلى الفيس بوك :

لا يغرك نجاحك اللحظي .. فقريباً ستهوى كما هوت أعالي النجوم إلى أسافل الدرك .. فأنا في انتظار نسيانك قريباً للغاية ، بل وأراهن على ذلك من الآن .. وداعاً أيها التافه الالكتروني الملون ..


26‏/1‏/2008

هام وعاجل


إذا كنت مصري ولغتك الفرنسية جيدة وتعمل في المجال المحاسبي .. توجد وظيفة شاغرة في دولة الجزائر بمرتب جيد ..
إذا أردت الاستفسار أو استيضاح أي شيء ، فبرجاء التواصل معي على الإيميل ..
wael_beah@hotmail.com


23‏/1‏/2008

ما بين : نهاية البداية .. ولانهائية النهاية

هذا الصباح كاد أن ينتابني نوبة يأس شديدة غير معلوم سببها !!

بدأت الأحمال القاسية تتراصص على كتفي في عنف وأنا أحاول أن أنحيها بيدي .. كنت شبيها بـ (أطلس) في الأساطير الإغريقية ذلك العملاق الذي يحمل الكرة الأرضية كلها بيديه!! ولكنني كنت أحمل همومي الخاصة مما جعلها أثقل من وزن الكرة الأرضية على يدا أطلس القويتين !!


كنت واقفاً أمام مكتب عملي شارداً في لا شيء .. والأفكار السوداء تدور بعنف داخل عقلي الذي كاد أن يتحول إلى هلام (جيلي) من الأعاصير السلبية التي تدور فيه .. وبدأ ظهري ينحني شيئاً فشيئاً من كثرة الأحمال على كتفي .. ربما قريباً سأعلن استسلامي في معركة تدور ضدي من عدو هو عبارة عن (أنا) أخر !!

وبدأ تفكيري يتركز على شيء واحد فقط :

الدنيا !!

وبدأت أعلن سخطي الصامت عن الدنيا وبشاعتها وقسوتها .. وظهري ينحني أكثر وأكثر !!

إلا أن حس المنطق بداخلي بدأ يتساءل :

الدنيا ؟؟

كيف أحارب ما لا أعرفه ولا أفهمه ؟؟

ما هي الدنيا بالضبط ؟؟

هل هي تتلخص في حياتي أنا ومدى الملذات الحسية التي أشعر بها ؟؟

هل هي مزيج عجيب بين سرور وحزن ؟ ضحك وبكاء ؟ حب وكره ؟ قرب وفراق ؟

هل هذه مجرد (الدنيا) ؟؟

هل هناك هدف أخر ؟؟

هل يوجد شيء ما أكبر من الدنيا ؟؟ أم الدنيا هي أقصى ما نحصل عليه ؟؟

وكان نتيجة تكراري لكلمة (دنيا) أني توقفت قليلاً عند معناها ..

دنيا !!

لها نفس معنى كلمة (سفلى) .. أي أنها أدنى درجة من شيئاً ما ..

دنيا ؟؟ أدنى ؟؟

هل هذه صدفة في أوزان الأفعال يا ترى ؟؟ أم أنها مقصودة ؟؟

وفجأة شعرت بالخجل من نفسي للغاية عندما اكتشفت أن أكبر همي هو ببساطة لا شيء !!

وأخذت الأفكار تتسارع في رأسي بخفة ونشاط ..

ما هو الشيء الأكبر من (أدني) شيء ؟؟

ما هو أقصى وليس له أعلى ؟؟

ما هو أكبر وليس له أخر ؟؟

أخر ؟؟

هل هي الــ ....

الأخرة ؟؟

وانتفض جسمي فجأة من هول ما وصلت إليه ؟؟

نعم !!

الدنيا والأخرة !!

كلمتان متضادان في المعنى تماما!!

ثم جاء في عقلي جملة (اليوم الأخر) والتي سمعتها كثيراً من قبل ولم ألق لها بالاً .. فأنا أحسب عمري في الدنيا بالأيام .. ولكن .. (اليوم الأخر) لها معنى كبير رهيب .. أنه هو أخر يوم محسوس في الدنيا .. أخر يوم وتتوقف بعده كل التوقيتات المعروفة .. أخر إحساس بالزمن .. وبعده يبدأ الأبدية .. أخر إحساس بشقاء الدنيا لو كنت أنا عابد صالح وكانت الجنة من نصيبي .. وأخر إحساس بلهو الدنيا وملذاتها إن كنت عاصي فاسد وكانت جهنم من نصيبي .. أنه أخر كل شيء .. اليوم الأخر فعلاً !!

وفجأة أحسست بيد الله تحويني وتحتويني .. وتزيل من كتفي أحمالاً وهموماً كدت أن استسلم لها في يأس .. وشعرت الخجل من الله فنظرت للأرض ببطء في خشوع حقيقي .. وأغمضت عيني قليلاً أفكر في مصيري الحقيقي في الآخرة ؟؟ هل سيكون جهنم يا ترى ؟؟ هل سأقف نفس الوقفة هناك وأفكر في مصيري ؟؟

وارتعبت فجأة .. لو كانت جنهم مصيري ، فبما يفيد التفكير يا أحمق !! سيكون فات الأوان .. ستجلس وتفكر في العذاب والقهر الأبدي ..

إذن أنا لدى الفرصة الآن ..

انتهزها ..

لا تضيعها من فضلك ..

وفجأة وصل إلى أذني صوت لم ألتفت إليه من فترة طويلة .. صوت زقزقة العصافير من حولي .. رفعت رأس في بطء من الأرض إلى السماء .. وفتحت عيني التي كادت أن تمطر منذ قليل .. وتأملت العصافير وهي تحلق في شقاوة لذيذة وأركز أكثر كي أسمع غنائها المطلسم المليء بالألغاز .. ثم تحولت عيني إلى السماء نفسها .. العملاق الأزرق المليء بالقطن الأبيض المنثور عليها ..

وسرحت قليلاً فيها ..

وأينعت ابتسامة على شفتاي وأخذت تتسع وتتفتح كوردة تستحم في ندى الصباح الباكر بعد ليلة مظلمة أفسدتها أعاصير عاتية ..

ونقلت نظري إلى مدخل عملي في بساطة .. ومددت يدي إلى مقبض الباب .. ودخلت مكتبي أنا أحمل ابتسامتي على شفتاي .. سكينة في قلبي .. وسمواً في روحي ..

فعلاً !!

لا تجعل الدنيا أكبر همنا ..

اللهم آمين .

22‏/1‏/2008

(حين فوضى ؟) أم (هي ميسرة ؟؟)

شاهدت أمس فيلم (حين ميسرة) والذي أثيرت حوله ضجة إعلامية فريدة من نوعها في بلدنا المحروسة مؤخراً ! هذا الفيلم هو أخر أفلام المخرج (خالد يوسف) .. والكل يعلم أن (خالد يوسف) هو تلميذ المخرج (يوسف شاهين) ..

دعونا نتكلم عن يوسف شاهين أولاً .

كلنا يعلم بأن (يوسف شاهين) هو مخرج مشاغب من نوع خاص .. حيث أن معظم أفلامه لا تلقى قبولاً جماهيرياً في مصر والعالم العربي لصعوبة محتواها نوعاً ما ، لذلك فأن من يريد أن يدعي الثقافة وارتقاء مستواه الفكري والفني فأنه يقول (بصراحة يوسف شاهين هو مخرجي المفضل ، فأنا أعشق كل أفلامه!) .. وأشهر فيلم معروف ليوسف شاهين هو: (الناصر صلاح الدين) وإن كان لم يحقق الإيرادات المطلوبة وقت عرضه بل وتسبب في خسائر فادحة للمنتجته (آسيا داغر) .

مع إن يوسف شاهين مسيحي الديانة إلا أنه قدم صورة المحارب العربي المسلم في أكثر صورة مشرفة في تاريخ السينما العربية .. وأبرز علاقة المسلمين والمسيحيين وهم يحاربون في نفس الجيش ضد عدو صليبي (من منا ينسى دور عيسى العوام ؟) .. وبعد ذلك بفترة أصبح فيلم (الناصر صلاح الدين) مقرراً علينا في كل مناسبة وطنية (عيد تحرير سيناء ، ذكرى حرب أكتوبر ، ذكرى حرب العاشر من رمضان والتي هي نفسها حرب أكتوبر! ، عيد الشرطة ، عيد ميلاد رئيس الجمهورية ، عيد الثورة ، عيد القوات المسلحة ، عيد الجلاء ، عيد النصر ) !!

ومن ألذ إبداعات هذا الرجل فيلم (حدوتة مصرية) والذي يعتبر أغلي وأشهر وأطول سيرة ذاتيه (C.V) رأيتها في حياتي ، فهو يحكي قصة حياته من خلال رؤيته هو في قالب فنتازي جميل وقام الفنان (نور الشريف) بشخصية يوسف شاهين بما لها وما عليها بكل حياد ..

نكتفي من الاستزادة من بيوسف شاهين ..

وندخل على :

خالد يوسف ..

جاءني هاجس أحياناً بأن اسم خالد يوسف الكامل هو : خالد يوسف شاهين لكثرة ترابطهما معاً في أفلام كثيرة ، واكتفاء خالد بلقب (مساعد مخرج) !! وبعد ذلك انطلق خالد يوسف وحده يشق طريقه .. فكان له فيلم (جواز بقرار جمهوري) والذي اعتبره فيلم سياسي أفسده الكوميديا الذائدة .. وهو أول فيلم يتناول السياسة بقالب غير جدي .. وهو أول فيلم تظهر فيه صورة متحركة لرئيس الجمهورية من خلال جرافيك رديء الصنع ، وبشكل ما نجح الفيلم جماهيرياً ..

وفيلم أخر أذكره لخالد هو : (ويجا) .. ولن أدخل في تفاصيله لعدم انجذابي لمشاهدة الفيلم أساساً !!

ثم جاء فيلم (هي فوضى)

والذي يعتبر إعادة اتحاد بين الأستاذ وتلميذه لتسديد (ضربة على قفا التعتيم السياسي) .. فهذا الفيلم كان يناقش ما يحدث في ثنايا أقسام الشرطة المصرية .. وإبراز طبقة معينة من الضباط المتسيبين المستهترين بمشاعر وآدمية الحثالة العبيد الغوغاء والذي هم نحن المواطنين ، ويبرز أيضاً بأن مجرد أمين شرطة في قسم شرطة له صلاحيات مفتوحة داخل القسم وخارجه .. فكل ضباط القسم يعتمدون عليه في جلب مرتكبي الجرائم وعليه أن يحضر المتهمين أو المشبوه فيهم .. حتى ولو أضطر لأن يحضر ناساً أبرياء لكي يقوموا بدور المشبوه فيهم ، ثم ليقوموا بدور المتهمين ظلماً .. المهم والمهم فقط هو رضاء (الباشا) عليه فقط لا غير ..

قام العملاق (خالد صالح) بدور أمين الشرطة في الفيلم .. وجسد دور أمين الشرطة كما يجب أن يكون ، ببطشه وسخافته وثقل دمه ولزاجته ونرجسيته ووصوليته .. وهي السمات المعتادة لـ 98% من أفراد الداخلية عامة ..

وناقش الفيلم الأبعاد النفسية لذلك الشرطي .. فجسدوا تفكيره العاطفي الجنسي الساذج تجاه أبنه الجيران (منه شلبي) .. ويبرز تحول أمين شرطة من وحش بلطجي أرعن إلى طفل ساذج أرعن أيضاً أما بنت الجيران .. فيحاول بشتى الطرق أن يستميلها إليه بطرق تبدو تافهة من وجهة نظر طفل في المرحلة الإعدادية .. ولكنه يحاول ويحاول .. ويفشل ويفشل .. إلى أن يضطر لاغتصابها عنوة (ولا أريد أن أحرق الفيلم أكثر من ذلك) ..

ويأتي فيلم (هي فوضى) في وقت غليان واحتقان شعبي ضد الحكومة المصرية ووزارة الداخلية بعدما تم فضح تعذيب ضباط شرطة لمتهمين وأبرياء بوسائل وحشية وغريبة عن مجتمعنا المسالم نوعاً ما!!

وأشهر قضية معروفة حتى الآن هي قضية (إسلام وعماد) .. وتتخلص بأن قام ضابط شاب اسمه (إسلام نبيه) ومعاونيه بإدخال عصا في دبر (مؤخرة) مواطن يدعى (عماد الكبير) والأخير يصرخ ألما وتضرعاً !! وتم تصوير هذه الواقعة ونشرها بكثرة على أجهزة المحمول والمدونات ( أضغط هنا إذا لم تكن شاهدت فيديو التعذيب ، ولكني أحذرك عن بشاعة الفيديو ووجود ألفاظ نابية! ) .. والمثير للدهشة بأن (إسلام نبيه) هذا لم يتخطى الثلاثون عاماً بأي حال ، فكيف أتي بهذه الوحشية والتي لا توجد حتى عند الحيوانات الضارية؟؟

قام يوسف شاهين وخالد يوسف بالتبحر في دهاليز السياسة الحاكمة للبلد .. ووضع نقط على حروف نتعمد تخطيها حكومة وشعباً .. وقال صراحة : ليس الشعب غوغاء وليست الحكومة ملائكة مجنحة !! بل قاما في هذا الفيلم بإضحاك الشعب على مهازل الحكومة ، ولن أنسى أبداً المقاطع التي كان يقهقه في رواد السينما بهستريا على تخلف وجهل ضباط الشرطة الأوغاد ..

أتمنى أن تستمر أفلام من هذه النوعية (في ظل السياسة الحكيمة والرشيدة لرئيسنا القائد محمد حسني مبارك )

في كلام غريب بين القوسين !! من اللي كتبه ؟؟

حين ميسرة !!

أنه السكينة الحادة التي اخترقت الكريمة البيضاء المفروشة على سطح كعكة شهية لتخرج منها ملوثة بفضلات كريهة اللون والرائحة !

في هدا الفيلم دهشت من احتمال وجود مساكن شعبية عشوائية بهذه الطريقة الصعبة ، ببساطة أماكن العيش لا تصلح أن تكون (عشش) لتربية الدواجن .. أماكن فقيرة جداً جداً !! وفيها يسكن ناس فقراء للغاية يعشون على أحلام لا احتمال لها أن تتحقق في يوم من الأيام .. وبأي شكل !!

الناس نفسهم يبدوا كأنهم ليسوا من جنسنا أو يتكلمون لغتنا .. فلغتهم منغلقة قد تبدو مضحكة وغير مفهومة بعض الأحيان !! وطريقة حلهم للمشاكل الأسرية العادية تبدو غريبة أيضاً علينا .. حتى السباب عندهم عادي جداً ولا يلاقى حرج أو حتى حياء !!

ولن أدخل في تفاصيل قصة هذا الفيلم أيضاً ..

بل سأذكر محاوره الأساسية دون الخوض في قصته !!

الفقر : أقصى درجات الفقر ممكن تخيلها .. فئة من الناس اختفت من حولهم معاني للراحة والرفاهية المعتادة للطبقة الوسطى فما فوق .. فبدؤوا بابتكار متعتهم الخاصة على قدر أمكانتهم المعدومة .. سواء كانت مقبولة من غيرهم أم لا ..

الجنس : عامل أساسي أخر واضح في هذا الفيلم .. هنا الجنس عبارة عن متعة فقط .. غاية وليست وسيلة .. ليس مهم أن يكون حلالاً أو حراماً .. المهم وجوده فقط .. ويركز الفيلم على أنه من الممكن أن يتبدل مصير أفراد شتى من خلال علاقة جنسية غير محسوب أبعادها .. ودهشت من جراءة خالد يوسف في تصوير المشاهد التي تعبر عن الجنس وإن لم يكن فيها عري بين وصريح .. ويؤخذ على خالد يوسف عدم وضع عبارة : (للكبار فقط) على أفيش الفيلم .. توجد مشاهد غير مستحبة لمن هم دون الثامنة عشر عاماً ، وأيضاً الأشخاص المحافظون .. ولذلك أحذركم هنا بالنيابة عن خالد يوسف : الفيلم للكبار فقط .

المبادئ : في هذا المجتمع .. ليس للمبادئ مفهوم معين وثابت .. مما يسهل تغييره من حين إلى أخر !! ولكي تفهموا قصدي ، شاهدوا الفيلم !

السياسة : في بعض المشاهد يسخر الفيلم من النظام الحاكم .. ويوضح تصور الطبقات الفقيرة ممن يحكمهم .. ولكن بدون تعبير مباشر عن ذلك .. ومن الممكن السكوت أحيانا عن التجاوزات .. ولكن في داخلهم ألف بركان يغلي ويغلي .. وانفجاره قادم قريباً .. فاحذروا أيهما الحكام !!

الشرطة : مرة أخرى يتوغل خالد يوسف في هذا الفيلم داخل نفسيه الضباط .. ولكن بطريقة أخرى هنا .. فعندهم أبناء الطبقة الفقيرة هم مجرد سفلة لا كرامة لهم .. فمن الممكن أن تهاجم الشرطة (عشش) تلك الطبقة دون استئذان في أي وقت حتى ولو كان في ساعات الفجر .. دون مراعاة لحرمة البيت أو من بداخله .. ويتناول أيضاً مشاهد التعذيب والضغط النفسي الرهيب الذي يمارس على شهود وليس متهمين لمجرد معرفة معلومة منهم قد تساعد في القبض على مجرم أخر ..

الجهل : تكلمت عن ناس يسكنون في (عشش) ولا مبادئ معينة لديهم ومضطهدون من كل الطبقات الأخرى .. فلا تتوقع أن تجد بينهم شخصاً ما خريج كلية فنون جميلة .. أليس كذلك؟

الجريمة : حدوثها في هده الطبقة أسهل من بلع المرء لريقه : قتل ، بلطجة ، زنا ، سرقة ، تعاطي واتجار مخدرات ، حمل سفاح ، تطرف ديني .. أنت أمام كوكتيل من الجرائم سخي لا ينضب !!

باختصار :

(حين ميسرة) هو فيلم وثائقي عن طبقات منسية ونستمر في نسيانها في مجتمعنا المنغلق .. إلى أن يأتي وقتاً ما يحدث فيه شيئاً ما .. فاحترسوا ..

خالد يوسف : ذلك الشقي المشاغب الذي يلقى بتورتة دسمة في وجهك وهو يبتسم .. فترد أنت الابتسامة له وتشكره على أنه لم يلوث ثيابك أيضاً بتلك التورتة !!!

شيء واحد جعلني سعيداً طوال عرض الفيلم : هو أني كنت متفرج وليس شخصاً من أفراد قصته ..

فالحمد لله على كل حال !!

20‏/1‏/2008

أنا .. ونحن .. وهم

سألتني صديقة يابانية فجأة : هل تؤمن بأن الإنسان أصله قرد ؟

ابتلعت صدمة سؤالها وابتسمت لها وقلت : هل تقصدين نظرية التطور لداروين ؟

قالت في تردد : نعم !

نظرت للسماء في حركة بطيئة ، وبهدوء أعدت عيني إلى عينيها الضيقتين وقلت : قبل أن أجيب على سؤالك هذا ، هل لي أن أسأل سؤال صغير وبسيط ؟؟

قالت مرحبة : نعم ، تفضل !

هل سألتي هذا السؤال لمصريين غيري ؟

قالت : نعم ، ولكن ليسوا كثيرين !!

قلت لها في خبث : اعتقد أني أعرف السبب , على العموم دعيني أشرح لكي نظرتي ونظرتنا لأصل الإنسان .

بالنسبة لي .. لن يشرفني بأن أعرف أني جئت الدنيا بطريقة غير متوقعة .. بمعنى لو كانت الأرض نتيجة لانفجار كوني للنجم الأكبر ، ثم تشكلت الكواكب في مدارات معينة ثابتة لا تتغير .. وبطريقة أو بأخرى تشكلت الخلية الأولى ، وولد منها نماذج حياة متواضعة مثل الكائنات الأحادية الخلية ، ثم بدورها تطورت هذه الكائنات لتنتج كائنات أخرى أكثر تطوراً .. كل هذا تم خلال ملايين السنين .. وبناءاً عليه جاء الجد الأكبر أو القرد الأكبر في حالتك هذه (وهو ما أطلق العلماء اسم اورانج أوتانOrangutan )

.. أي في هذه الحالة وجودنا في الدنيا لم يكن مقصوداً بأي شكل من الأشكال .. ناهيك عن تخيلي الخاص بأن جدي الأكبر كان كثيف الشعر ويمشي منحي الظهر ويأكل الحشرات وأوراق الشجر .. أليس هذا ما تقصدين ؟؟




قالت وعلى وجهها علامات توحي بعدم فهمها نصف كلامي من الناحية العلمية :

نعم .. فعلاً أنا قصدت الأورانج أوتان .

قلت : وهل يوجد دليل عملي ملموس على أن الإنسان جاء من نفس فصيلة القرود ؟؟

قالت : نعم .. فلدينا حفائر وهياكل عظمية تؤكد ذلك .


قلت لها : إذن أسمحي لي أن لا أصدقها .

قالت : ولكنه علم .. ولا سبيل لإنكار حقيقة الأمر .

قلت : إذا كان العلم يدمر الصورة التي تصورتها بنفسي منذ كنت صغيراً ، فبكل بساطة لا أريد هذا العلم .. ثم أين هو مكسبي إذا عرفت أني من سلالة قردة ؟؟ وما شعوري عندما أشاهد برنامج عن الحيوانات ورأيت قرد أمامي على التلفاز .. هل سأتخيل أن تربطني به صلة قرابة من زمن سحيق ؟؟ هل هناك احتمال بأن هذا القرد هو ابن خالتي من 2 مليون سنة ؟؟

زادت ملامح الدهشة على وجهها ..

وأكملت أنا : كل ما سبق كان من وجهة نظري أنا .. أما بالنسبة لمعظم العرب والمسلمين خاصة ، فقد قال الله في القرآن (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا) ، إذن الله الذي هو إلهنا وخالق الدنيا بسبب (وليس كنظريتك الداروينية التي تقر بعشوائية وجودنا ) ، بل الله أمر ملائكته للسجود لآدم أبو البشر ، ولم يقل اسجدوا للقرد أو للسمكة أو لدودة ..

أنتي لا تعتنقي ديانة .. وتستغربين فكرة وجود إله .. هذا شأنك أنت .. وأنا أعترف أني بعيد عن الدين إلى حد ما .. وهذا شيء أأسف عليه للغاية .. ولكني أحاول أن أرتد عن جهلي وأعود للدين مرة أخرى .. ولكن هل تتخيلي عالمنا بدون دين ؟؟ هل إذا كنت مؤدباً في حياتي وأحترم من حولي ، وشخص أخر سليط اللسان سارق وقاتل ومغتصب وكاذب .. هل هذين الشخصين متساويان بعد موتهما ؟؟ هل هذه عدالة يا ترى ؟

يفضل أن أنحاز إلى الجانب الديني .. فهذا شأني .. وتلك هي إجابتي على سؤالك بكل بساطة .. نعم أنا أعرف النظرية الداروينية ، ولكن لا يشرفني أن أؤمن بها !

قالت لي : هل تعرف أنك أول شخص يناقشني في هذا الأمر بك بهدوء ؟؟

قلت بابتسامة ساخرة : صدقيني أنا متوقع رد الفعل من غيري ..

هي : أريجاتو !

أنا : عفوا !

19‏/1‏/2008

إلى من يهمه الأمر



السيد المحترم / آدم ..

بعد التحية ؛

ورد إلى مسامعي من خلال مصادر شتى بأن سيادتكم أبو البشرية .. منك جاء الأقدمون ، ومن نسل أولادك جاء أجدادنا .. فأنت كبيرنا إذن .. وأنت خليفة الخالق على تلك البسيطة ..

سيدي الفاضل .. أحب أن أحيط سيادتك بأنك أسوأ مربي عرفته في حياتي !!

نعم يا سيدي .. فأنت لم تحسن تربية أولادك أبداً ..

فأول أولادك (قابيل) قاتل وخسيس ونذل وأناني وطماع وحاقد وسافل وأرعن ومدلل .. قابيل هذا هو الدليل على فشل النظام الاجتماعي في أول صوره ..

وثاني أولادك (هابيل) قتل غدراً .. على الرغم من إنه الشاب المطيع الوقور المؤدب المحترم العابد لله ..

عزيزي الأستاذ آدم .. بأي منطق يقدر للبشرية أن يكون البقاء للأقوى حتى وإن كان خسيساً ؟؟ ويكون الموت والهزيمة جزاءاً لمن كان دمث الخلق ؟؟

كيف واجهت أبنك يا سيدي بعد أن ألقى حجراً مجلمداً فوق رأس أبنك الأخر ؟؟ وكيف كان عقابك له بعد هذه الجريمة الغير مسبوقة في تاريخ البشرية ؟؟

سيدي .. إن كنت أنت تعلمت الأسماء كلها .. فبما سميت أبنك القاتل لأخيه ؟؟

وبما كنت تفكر عندما استلقيت على وسادتك الحجرية لتنام في عشية مقتل ولدك على يد ولدك الأخر ؟؟ هل كنت تفكر فينا ؟؟ هل كنت تحاول أن تخمن كم يحمل الغد أوغاداً أمثال قابيل ، وكم ضحية مغدور بها أمثال هابيل ؟؟

هل تعلم يا سيدي الفاضل بأني أمتلك الصفات الوراثية للوغد أبنك قابيل ؟؟ والذي يعد من أبائي الأولين ؟؟ هل تعلم سيادتكم كم تمنيت أنا أكون أنا فداءاً للدماء التي أريقت من رأس (عمي الأكبر) حتى لا يقال عن البشرية أن أساسها الهمجية والقتل وسفك الدماء ؟؟

هل عنفت أبنك يا سيدي .. أم خجلت من أن يصارحك بأن ذنبك أكبر بكثير من ذنبه ، فهو قتل نفسا واحدة ، وأنت أخرجت البشرية كلها من الجنة !!

أبي العزيز ..

لست هنا لأحاكمك ولا لأحاسبك .. ربما كان عذرك بأنك لم تعش طفولتك ، فقد جئت الدنيا كبيراً يا سيدي .. لم تحمل للدنيا هم مثلما حملنا نحن !!

فقط وددت أن أعبر لك عن كرهي الشديد لأبنك الأكبر .. قابيل !

فهو وصمة عار في سلالتك .. وسيأتي من بعده كثيرين يحملون صفاته الوراثية .. وسيقتلون ملايين من البشر بنفس باردة .. سنطلق عليهم في عهدنا (مجرمي حرب) .. (هتلر وموسوليني وتشاوشيسكو و جنكيز خان وكاليجولا وريواتا ومليسوفتيش وعيدي أمين وهولاكو و و و ... ) فلماذا يا أبي سُمي القاتل (بني آدم) والمقتول (بني آدم) أيضاً ؟؟ وهل هناك فرق بين الذي قتل نفساً واحدة وبين الذي قتل ألف؟؟

سيدي الموقر ..

إني أحمل سيادتكم المسئولية الكاملة لعذاب وبؤس البشرية من بعدك ..

ووددت أني حاكمت الوغد أبنك الأرعن علنياً .. وبكل قسوة .. فهو المعلم الأكبر لكل الغوغاء .. ووددت لو كانت الملائكة هم القضاة ليحكموا بيننا وبينه ..

وتفضلوا سيادتكم بقبول وافر السخط والتذمر !

مقدمه لسيادتكم :
أبنك بعد آلاف الأجيال :

أنا

17‏/1‏/2008

الأمير ودانه طويلة



حبيبتي ..
أنا جيت لك أهو !!
أفتحي دراعتك وضميني في حضنك ..
!!!!
النهاردة كنت تعباااااااان جداً في الشغل ..
بس مش مشكلة .. الشغل مقدور عليه !!
لكن الناس ..
أيه حصل للناس ؟؟ ليه بقوا عصبيين كدة ؟؟ مع إن الحياة مش مستاهلة عصبية خالص !! فيها أيه يعني لما نكون هاديين ؟ حيحصل أيه لما نطلب حاجة بهدوء ؟ حنخسر حاجة لما نحترم نفسنا ونحترم الناس ؟؟؟ وأساساً ليه الناس بتفترض دايماً سوء النية ؟؟ ليه مايكونش احتمال ولو واحد في الألف إن الشخص اللي قدامي ده مؤدب وشريف ومحترم ؟؟ ليه الناس بتاخد بجريرة ناس وحشة ؟؟ هو يعني عشان واحد اتسرقت محفظة في اتوبيس مرة قبل كدة ، يبقى كل مرة حيخون ويحرص من خمسين واحد غيره راكبين معاه في الأتوبيس ؟؟ في ناس كتير وحشة وسافلة وخسيسة وواطية ومنحطة ومنحلة وقذرة وسمجة وحقيرة وجبانة وخاينة .. بس لسة في ناس لسة محترمين وشرفاء ومؤدبين وأوفياء ..
عارفة ؟؟
أنا مش حعمل زي اللي دخل جنينة كلها ورود فواحة ، وشاف ورقة على الأرض .. راح مزعق وقال للناس كلها إن الجنينة دي عبارة عن خرابة ومزبلة ، وإن الجمال خلاص اختفى من الوجود ..

أنا ححاول أطبطب على كتف الراجل ده وأشاور له على وردة من الورود .. حخليه يشمهما (بس مايقطعهاش) ويحس بشذى عبير الوردة .. وأقنعه أنه يبحث عن الجمال .. ولازم يتعب عشان يحس بالجمال .. عشان الجمال لو جاله تحت رجليه حيزهق منه بسرعه .. عشان الجمال السهل ما لهوش طعم ..
ححاول أقنعه أنه يتفاءل ، ويشوف دايماً نصف الكوب المملوء مش الفارغ ..

بتسأليني حعمل أيه لو الراجل ماقتنعنش بكلامي ؟؟

(عايزة تحرجيني قدام ضيوفي الأعزاء يا شقية :) )

شوفي يا ستي أنا .. أنا مش حقلع الجذمة من رجلي وأنزل بيها على دماغ الراجل ده .. أبداً !!
لإن هو مش قادر يفهم .. مش ذنبه إطلاقاً ..
أنا حروح للناس اللي كان بيزعق قدامهم .. وأحاول أقنعهم بجمال نفس الوردة ..
وأكيد حد فيهم حيفهم ويقتنع .. وأكيد الحد ده حيفهم حد تاني .. وبمتوالية عددية بسيطة .. يبقى مجتمعنا هو اللي كسبان ..

يااااااااااه !!
تعبان جداً النهاردة ..

عرين الغضب ؟؟
ده أنا ..
عايزة تعرفي ليه أسمي عرين الغضب ؟؟؟
مممممممم!!
شوفي يا ستي أنا ..
معروف عن العرين أنه بيت الأسد ..
وفي الغابة (بتاعة الحيوانات) لما الأسد بيكون في عرينه ، الحيوانات ( بتاعة الغابة ) بتكون مطمنة عشان الأسد يإما نايم يا بيستريح شوية .. ساعاتها الحيوانات بتكون براحتها في الغابة .. مفيش خوف من الأسد .. وطبعاً ده مؤقتاً .. عشان أكيد حيجي وقت والأسد يجوع .. ساعتها حسيب عرينه ويصتطاد واحد من الحيوانات دي .. ويقزقز فيه هو ومداماته ..

أنا حابس الغضب جوايا .. غضب على كل حاجة من حولي .. حتى غضب عليا أنا .. وماكنتش بحاول اطلع الغضب ده بأي شكل من الأشكال .. عشان الغضب ده يؤدي إلى فقد السيطرة .. وده حيخليني حيوان غاضب ثائر أعمى ..
وببساطة ده مش أنا ..
عشان كدة أنتي موجودة في حياتي .. أنتي عرينتي ...
أنتي الحضن اللي بفضفض فيه كل همومي .. وجناني .. وغضبي ..

أحكي لك على قصة سمعتها وأنا صغير ..
زمان كان فيه ملك حكيم وعادل .. شعبه كان بيحبه (ملك مش رئيس) .. الملك كان سعيد في حياته .. بس كان عنده مشكلة واحدة بس .. إنه ماعندهوش أولاد ..
بعدين ربنا كرمه وأخيراً جاله ولي العهد (زي علاء بتاعنا) .. الملك فرح جداً .. وقرر أنه زي ما هو فرح .. الشعب بتاعه لازم يفرح هو كمان .. وعمل أسبوع كله أفراح وموائد شهية لكل الشعب عشان يشاركه فرحته .. في وسط المعمعة دي .. تلات جنيات طيبات دخلوا الأوضة بتاعة الأمير الصغير .. وكل واحد تمنت له أمنيه ..
الجنية الأولى قالت : أمنيتي للأمير أنه يكون وسيم جداً.
الجنية التانية قالت : أمنيتي للأمير أنه يكون عادل جداً.
الجنية التالتة قالت : أمنيتي للأمير إن تكون ودانه طويلة جداً!!
وأختفوا الجنيات بعد كدة ..
رجع الملك لأوضة الأمير الصغير .. ولاحظ إن ودان الأمير بقت شبه ودان الحمار !!
الملك زعل جداً .. وجاله اكتئاب .. الملكة عرفت ليه الملك زعلان .. وحاولت تهديه وقالت :
مش مهم شكل الأمير .. المهم أنه أبنك وأبني .. المهم أنه يكون على نفس طريق حكمك وعدلك ..
واقتنع الملك بكلام زوجته العاقلة وقرر أنه ينسى موضوع ودان ولي العهد !!
وتمر الأيام والسنين .. ويكبر الأمير الصغير ..
بس الملك كان بيداري ودان الأمير بماسك عشان محدش من الشعب يسخر منه ..
وفي يوم كان فيه مشكلة عويصة .. شعر الأمير بقى طويل جداً ولازم يحلق .. وغير كدة الأمير كان على طول لابس ماسك ، فكان بيضايقه ..
وعرف الملك إنه لا مفر من استدعاء حلاق ..
وكلف الملك الحراس بتوعه إنهم يبحثوا عن حلاق كويس وأمين ..
ولقوا حلاق بالمواصفات المطلوبة .. وراح الحلاق للملك ..
الملك قاله : أنت دلوقت أول واحد من برة القصر تشوف الأمير .. ولو اللي أنت حتشوفه هنا طلع برة القصر .. أنا ححكم عليك بقطع رقبتك جزاءاً لإفشاء السر ده .. خد بالك ..
الحلاق استغرب أوي .. ودخل غرفة الأمير الشاب عشان يحلق له .. فوجئ بودان الأمير الطويلة ..
الحلاق عمل نفسه مش واخد باله من حاجة .. وكمل حلاقة عادي خالص .. عشان كان خايف على عمره ..
المهم الحلاق خلص حلاقة .. وراح للملك عشان ياخد أجرته ... الملك اعطاه 100 عملة ذهبية .. وفكره بعقوبته لو فشا السر ..

من يومها الحلاق شال الهم .. السر بقى ثقيل عليه .. عايز يتكلم مع حد .. أي حد .. بس منعه خوفه على حياته من سيف الملك ..
واحد صاحب الحلاق لاحظ هم الحلاق .. وسأله : مالك .. في أيه ؟؟ أيه اللي غيرك ؟؟

الحلاق سأل صاحبه : انت لو عندك سر وماينفعش تقوله لحد ، بتعمل أيه؟
صاحبه قاله : بسيطة يا سيدي .. بروح الصحرا .. وبحفر حفرة كبيرة .. وأقول اللي أنا عايز أقوله .. وأردم الحفرة تاني .. وبعدها بحس بالراحة ..

الحلاق اقتنع بالفكرة .. وقرر أنه يعملها يمكن يستريح ..
وبالفعل راح الصحرا .. وحفر حفرة كبيرة وقعد يقول :
الأمير ودانه طويله .. الأمير ودانه طويله ..
لحد ما حس بالراحة .. وردم الحفرة ورجع البيت وهو سعيد لإنه اتخلص من السر من غير ما رقبته تطير !!

بس ماكنش يعرف إن بعد ماردم الحفرة .. كان في عصفور طايرة ومعاها بذور قمح في منقارها .. ووقع منها بذرة قمح فوق الحفرة بالظبط .. وكان في سحابة معدية ومطرت على نفس مكان الحفرة ..
وبعدها بشهر .. مكان الحفرة طلع سنابل قمح كتير جنب بعض ..
وكل لما الريح يعدي على السنابل .. تتمايل وتغني بصوت عالي :

الأمير ودانه طويله .. الأمير ودانه طويله ..

لحد لما البلد كلها عرفت بموضوع ودان الأمير ..
الملك غضب جداً .. واستدعى الحلاق تاني .. وقاله :
أنا حذرتك قبل كدة .. وجزاءك على عدم أمانتك إن بكرة حيكون إعدامك ..
الحلاق خاف جداً ومبقاش عارف يقول أيه ..
حتى ولو قال .. الملك كلمته واحدة ..
وتاني يوم ..
وساعة تنفيذ الحكم .. أهل البلد كانوا موجودين .. والملك والأمير كان موجود لإعطاء إشارة بدء تنفيذ الحكم .. وكالعادة الأمير كان لابس القناع بتاعه ..

الحلاق المسكين .. حط رقبته على النطع .. والسياف سأله :
نفسك في حاجة قبل ما تموت ؟
الحلاق أوماً إليه بنعم ..
ورفع الحلاق دماغه وبص للأمير وهو مدمع العنينين وقال بصوت مكسور :
سامحني يا أمير .. السر كان أقوى مني .. مش عايزك تزعل مني .. .. ومش بطلب منك إن تعفو عني ..
أنا بطلب إنك تفهمني ..
الحلاق خلص كلامه .. وحط رقبته تاني على النطع .. وغمض عنيه ..
السياف رفع سيفه ومتسعد ومستني إشارة من الملك عشان ينفذ الحكم ..
وفجأة ..
الأمير الشاب وقف وصرخ ..
أيها الملك .. أنا أطلب عفوك عن هذا الرجل ..
الملك استغرب من موقف ابنه الغريب .. وسأله :
إزاي يا ولدي .. الراجل ده أفشى سرك الدفين ..

الأمير ركع عند قدمي الملك وقال :
هذا الرجل لم يفتري علي يا أبتاه ..

ثم وقف وتوجه للشعب الواقف المندهش .. ثم خلع قناعه أمام شعبه ..
ولأول مرة يرى الشعب وجه الأمير.. وودان الأمير..
وقال الأمير :
أنا فعلاً وداني طويلة يا أبتي .. ولكنها لليس مبرر لأن يموت هذا الرجل بسببها .. يا أبتي العزيز .. أنا هو أنا .. بتصرفاتي وسلوكي ، وليس بهيئتي ..
دمعت عيني الملك وقال :
أيا ولدي العزيز .. لأجل حكمتك وعدلك .. عفوت عن هذا الرجل ..
وهلل الشعب فرحاً .. ولم يصدق الحلاق المسكين ما حدث .. فأخذ يبكي ويبكي فرحاً بنجاته ..
وفي وسط هذا الحشد .. ظهرت الجنية الثالثة والتي تمنت الأمنية الخاصة بودان الأمير .. وقالت له :
عندما كنت رضيعاً .. خفت أن يغرك وسامتك ونسبك .. ولذلك تمنيت أن تطول أذنيك .. ولكن الآن تأكدت من معدنك .. ولذلك سأخلع عنك أمنيتي .. وتعود أذنيك صغيرة .. ولكن استمر في سماع شعبك .. ولا تصم أذنيك أبداً عنهم ..
ثم اختفت الجنية فجأة كما ظهرت ..
وفرح الأمير والملك فرحاً شديداً ..
وهلل الشعب مرة أخرى .. وهتف بحياة الملك العادل .. وخليفته الأمير الشاب .
وتوتة توتة خلصت الحدوتة .

عرينتي العزيزة ..

هنا سأهتف بكل أسراري .. ومشاكلي .. وخواطري .. وجنوني !!
فكوني لي حفرتي العميقة الساترة ..
وإلا - حتماً - سينطلق الغضب من عرينه ..

أنا !