حبيبتي سابقاً ..
عادة ما يبدؤون رسائلهم بكلمة (أما بعد..) ..
لكنني سأبدأ رسالتي بجملة :
أما بعد الفراق ..!
أكتب إليك خطابي هذا ، بينما ترقد جثة (الحب) تحت قدمي ، لقد مات فجأة وبدون سابق إنذار ..
حاولت عبثاً أن أتذكره كياناً ينبض بالحياة .. وكيف كان شريكنا طوال ثلاثة سنوات ..
لقد كان موجوداً عندما تأملت – خلسة – لون عيناك العسليتان ..
وقد كان ثالثنا عندما اختلسنا سوياً أول قبلة قوية كفيلة بإحراق كونين وثلاثة سماوات من لهيبها ..
حبيبتي سابقاً ..
ليس ذنبك – أبداً – أن يكون هناك آخر جاء بصفة "رسمية" ، يزيحني برفق من على صدرك .. ثم يدخل هو مكاني ..
وليس ذنبي أن أتقبل محتل وغازي لوطن شرفت دوماً بالانتساب إليه !! وأقام من حولك الأسوار لكي لا أطل عليكِ ما بين الحين والحين .
ولكي أنصرك أنتِ .. كان علي أن أعلن الهزيمة أمامه ..
وألملم ما تبقى من أشلائي ، لأرحل بعيداً .. وفي صمت ..
فقد تصيبك أي من شظايا معاركنا معاً ..
ولكم أكره – أيا عزيزتي – أي سوء ينالك .. فلست أملك أخلاق الهوجاء ..
سأعلن الانسحاب من دون شرف ..
وإن كفاني شرف سلامتك ..
حبيبتي سابقاً..
ربما ستنسين ..
مع الفستان الأبيض والموسيقى الصاخبة ..
أو حتى ما بعد الفستان الأبيض ..
ربما ستنسين بعد أول حضن من طفلك الذي يحمل اسمه !!
لكنني لا أملك ترف النسيان ..
فأنا – يا عزيزتي السابقة – أحمل جحيمي ما بين أذناي .. أحترق ببطء كل لحظة كلما فكرت بنا .. وتشتعل براكيني كلما تذكرتك .. وتفور الحمم كلما تذكرته هو !
حبيبتي سابقاً ..
سألتك عنه : هل هو وغداً ؟!
فقلت : بل شهماً وسيماً بريئاً كالأطفال ..
فلم أجد ما أقوله ..
وكان هذا أخر ما قلته ..!!
حبيبتي سابقاً ..
لولا ضعفي ما كان هناك آخر ..
كنت سأبقى أنا في كل مكان ..
ولكنهم يقولون أن ما حدث كان بسبب القدر ..
وكم ودت أن أضاجع القدر حتى يموت ، أو حتى يذوق ما أذاقني ..
لكنه أجبن من أن يواجهني ..
لكنني سأنتظره حتماً في غرفتي.. وفي اشتياق للقائه ..
سأرى إن هو الضعيف .. أم أنا ..
على صدري حزام ناسف لي ولقدري ..
وتحت أقدامي ترقد جثة الحب الرطبة ..
وسيظفر الموت مني بابتسامة ساخرة ..
حبيبتي السابقة ..
بدون ضغائن أو كراهية أشكرك ..
وحظ موفق مع .. الآخر .