28‏/6‏/2014

ببغائيات..!

عن (العرق والقيظ والعطش) المنتظر طوال ثلاثين يوم قادم !

عن الزمن الصريع والانتظار المريع والصبر الفظيع وأهمهم : الانقياد وراء القطيع !

عن (رمضان) أتحدث ..

ذاك الشهر – القمري – المدلل والذي يحظى ثلاثين يومه بالدلال في الشرق الأوسط البائس، ولا ينافسه أي شهر أخر على هذا الكوكب من حيث كم الاستعدادات الروحانية والدينية والاجتماعية والمادية و .. و .. الخ.

وإذا مارست هنا عادتي المجنونة والدؤوبة في الخروج من الدائرة ، سأتكلم عن (رمضان) بطريقة لن تعجب الكثيرين وقد يبدو كلامي استفزازياً لأقصى درجة ، وربما بالغ البعض وتحمس وتشدق باتهامات معلبة بالهرطقة والعربدة والتجديف (والتي تعودت عليها لدرجة السأم!) .. لكن قلمي المشاكس العنيد سينطلق من كبته ، وينز حبراً يحوي أفكاري المكبوتة :

س1 : هل ستصوم (رمضان) هذا العام؟!

ج1 : السؤال في حد ذاته هو مجرد عادة فضولية غير جادة ، ليس من المناسب أن أجيبك بـ (لا) مهماً بلغت درجة وقاحتي ، أنت تسأل وتتوقع (إن شاء الله)! ولا مناص من أي إجابة حقيقية من جانبي ، حديث سخيف وممل يمكن تصور حدوثه بين (جوارب النايلون) لو تمادينا في التخيل لدرجة اللانهائية ! أعتذر عن إجابتي لسؤالك ! ولو أنني أدرك أن اعتذاري ذاته غير متوقع لك بالمرة ، وربما نهشت عقلك الأفكار التحريضية والتكفيرية !! ( أعمل لك أيه طيب؟)

س2 : ماذا يمثل لك رمضان هذا العام ؟

ج2 : لو كان هذا السؤال موجه إلي بحكم مولدي في بلد عربي تشرب في طفولته بالكثير من العادات السيئة والجيدة ، والهمجية والمتحضرة ، فإجابتي ستتشابه مع إجابة أي سجين في جدار زنزانته الباردة والمقفرة ، قبل أن تسألني عن شهر قمري ، أسمح لي قبلاً أن أسألك عن أحدى عشر اخريات في ذات السنة : ماذا يمثلون لك؟ ثلاثون يوماً من ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوماً ! أما إذا كان السؤال موجه إلي بحكم أنني إنسان ، ستفاجئك قمة التواضع عندي لأنني سأعطيك أرقام تليفونات عدة أصدقاء لي في كندا وأستراليا واليابان وفنزويلا وأمريكا ، يمكنك محادثتهم بمعرفتك وتوجيه ذات السؤال لهم .. بعدها يمكنك العودة إلي وسأحاول ألا أتهرب من سؤالك بطريقة ماكرة كعادتي الخبيثة (شخشخ جيبك في المكالمات الدولي ، وخلي بالك أن الناس دي مش بتعرف تتكلم غير لغتهم الأصلية.. وأساساً أساساً هما معظمهم ملاحدة !!)

س3 : ناوي تعمل أيه في رمضان السنة دي ؟!

ج 3 : بغض النظر عن الهروب من الإحساس بالحر والعطش بالوسائل العصرية الحديثة (النوم في التكييف أغلب ساعات النهار) ، ومصادقة ريموت التلفاز ليلاً ، أو الخروج للولائم والعزائم عند الأهل والأقارب ، أو مؤانسة أصدقائي الأوغاد والتندر بأي المسلسلات التليفزيونية أفضل وأي البرامج لها أولوية المشاهدة ! ونهاية اليوم حتى السحور في خيمة رمضانية .. فلا شيء جديد يضاف لهذا الرمضان عن سابقه .

س4 : هل هناك أي بادرة دينية منك خلال هذا الشهر ؟!

ج 4 : تحدثني عن الدين ؟! إليك الحقيقة : أنت لا تعرف أي دين من الأساس ! نعم .. كراهيتك للأديان الأخرى ومتبعيها وتسخيف تعاليم الآخر ، ثم تتشدق بما أتاك ولا فضل لنفسك عليه به ، ثم تسألني أنا عن بوادر دينية خلال شهر ما يقاس بـ (دبشة) عملاقة في الفضاء تسير راضخة خاضعة لجاذبية الأرض ، لا عزيزي .. لا توجد لدي أي نوايا ولا بادرة دينية هذا العام على الأقل .. لأنني تحررت من عبوديتي لعبوديتي ، وأدرك تماماً بأنني سأصل إلى الحقيقة ذات يوم . حتى ولو اقتربت من المماس الرقيق لأبواب الحقيقة ! بينما أنت قابع في مكانك ، ولا نية منك لإدراك أن ربك لا يحتاج بوادرك الدينية المؤقتة ولا تنكرك العقائدي في ثلاثين يوماً .. بالمناسبة : من أعطاك الحق لتسألني كل ما سبق ؟! هل هي سخافات مجتمعك الهمجي ؟! أم هي مجرد أشياء تنقاد إليها بلا عقل مثل أمور حياتية كثيرة تقوم بها بلا عقل أو وعي جاد منك (حاول أن توسع دائرة مغزى كلامي أكثر وأكثر .. هناك الكثير بين السطور في كل ما سبق)!.

- ماشي يا سيدي ، مفيش أسئلة تاني ! بس بجد ربنا يهديك من اللي أنت فيه .. و رمضان كريم .

- أمممم .. متشكر !!