تمكن فريق أبحاث في جامعة (ويلمور) الكندية من التوصل لاكتشاف مذهل في خواص أعضاء الجسم البشري ، فبعد تجارب طويلة استغرقت العامين تقريباً أثبتوا الفوائد العظمى لاستخدام اليد اليمنى في الحياة اليومية (وبالذات الأنشطة الحيوية الغذائية كالأكل والشرب) ..
وشرحوا باستفاضة الآثار السلبية المترتبة على استخدام اليد اليسرى والتي تصل لدرجات خطيرة ومميتة في بعض الأحيان !
فعندما يستخدم الإنسان يده اليسرى في تناول الطعام ، فأنه يضغط بدرجة مؤثرة على البطين الأيسر لعضلة القلب ، بينما تتزايد نسبة الخطورة بأثر رجعي مع الوقت وتؤثر بشكل مباشر على وظائف القلب فيما بعد مسببة أضرار خطيرة جداً لا يمكن علاجها إلا بزرع قلب صناعي .
أيضاً تؤثر هذه العادة بشكل بالغ في المجاري الهضمية وخاصة عند البلعوم الذي لا يكون في وضعه الصحيح عند ميل الرأس إلى الجانب الأيسر .. 19% من الأشخاص معرضون لخطر الاختناق الناتج من التهاب كلي ما بين المجرى البلعومي والمريء ..
أيضاً هناك خطر الإصابة بالهبوط الحاد في الدورة الدموية ..
أما أخطر الأعراض هي : تزايد معدل الإصابة بـ (متلازمة رونستيجفيلد) المميتة والتي لا توجد لها أعراض ثابتة في كل مرة ، وإن تشابهت في درجة الألم الشنيع .
أما الأضرار التي واجهت فريق البحث عند إجراء التجارب على اليد اليمنى فكانت معدومة تقريباً .. إذ أن اليد اليمنى بعيداً تماماً عن أي مسببات الخطر لكل الأعضاء الحيوية الهامة في جسم الإنسان .. كما أنهم اكتشفوا مقدرة التواصل ما بين اليد اليمنى والإشارات الحسية والعصبية والكهربائية الصادرة من المخ .. فاليد اليمنى قادرة على استقبال أوامر حركية من المخ تبلغ دقتها ¼ ملليمتر .. بينما لا تتجاوز اليد اليسرى نسبة ½3 ملليمتر .. والفرق بين النسبتين يوضح الترابط القوي ما بين المخ واليد اليمنى ..
لذلك يستخدم الإنسان يده اليمنى لتغطية أعضاءه الحيوية أكثر من اليسرى كإجراء وقائي غريزي لصد الخطر !
لذلك ينصح القائمون على البحث – بشدة – من الإكثار في الاستخدام اليد اليمنى عوضاً عن اليسرى في أغلب الأنشطة اليومية ..
* * * * *
أعرف ما الذي يدور في رأسك ..
توقف من فضلك ..
لا تدع الكلام السابق يلتحم مع أشقائه في خلايا عقلك ..
أطرده بقوة ..
فكل ما جاء في الفقرة الأولى كان محض هراء مني لا أكثر ..
فلا توجد جامعة في كندا اسمها (ويلمور) .. بل هو تحريف مشاغب لاسمي أنا: (وائل عمر) !!وإن سولت لك نفسك على تصديق ما سبق ولو للحظة ، فأنت مجرد ساذج آخر ذو نوايا عقلانية منقادة .. تقودك أذنيك وعينيك .. أما الذي يقودهما فهو أفواه كبيرة استطاعت استشفاف قدرات عقلك وتحجيمه وسجنه ، ثم أسروه بين أسوار شفتيهم .. ثم حكموا على أمثالك بأن يصيروا مجرد (صدى صوت) لكلماتهم السخيفة !
الغريب أنك أنت وقرنائك عبارة عن جيش عرمرم لا يستهان به متحفز لأقصى درجة لمحاربة ظلال هلامية تكونت في الغسق .. وفي نفس الوقت ينتابك أحاسيس عظمى بأنك محارب قوي العريكة ومؤمن تماماً بما تفعله ..
والأغرب أنك قد تضحك إلى درجة (القهقهة) عند قراءتك لملحمة الأسباني العظيم (ميجيل دي سيرفانتس) والمتمثلة في البطل (دون كيخوت) الذي هم بمحاربة طواحين الهواء ظنا منه أنه العدو الغاشم ، ,وأنه يدافع عن القيم السامية للحب والعدالة !!
طواحين الهواء هنا قد تكون وهم على شاكلة (متلازمة رونستيجفيلد) السابق ذكرها في الفقرة الأولى !! وعلى الرغم من سخافة الاسم عوضاً عن نطقه .. إلا أن البعض سيصدقه ويهرع للتحذير منه عبر البريد الالكتروني لكل أصدقاءه ..
أما السبب الأساسي فهو :
إظهار الفوائد العظمى لاستخدام اليد اليمنى في الأكل والشرب (!!!!!2)× !!* * * * *
قديماً كان هناك نوع متواضع من الطواحين إياها أنتشر في فترة الثمانينيات .. وكان عبارة عن ورقة يلقيها الحظ أمامك تقول :
وصية الرسول عليه السلام في منام الشيخ أحمد حامل مفاتيح حرم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقسم أن الرسالة استقبلتها اليوم فأرجوا أن تقرؤوها كاملة وتعلموا ما بها ... هذه الوصية من المدينة المنورة من الشيخ أحمد إلى المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها وإليكم الوصية يقول الشيخ أحمد : أنه كان في ليلة يقرأ فيها القرآن الكريم وهو في حرم المدينة الشريف ... وفي تلك الليلة غلبني النعاس ورأيت في منامي الرسول الكريم و أتى إليًّ وقال:- إنه قد مات في هذا الأسبوع 40 ألف على غير إيمانهم وأنهم ماتوا ميتة الجاهلية و أن النساء لا يطعن أزواجهنَّ ويظهرنَّ أمام الرجال بزينتهم من غير ستر ولا حجاب وعاريات الجسد ويخرجن من بيوتهن من غير علم أزواجهن ... وأن الأغنياء من الناس لا يؤدون الزكاة ولا يحجون إلى بيت الله الحرام ولا يساعدون الفقراء ولا ينهون عن المنكر وقال الرسول (ص): أبلغ الناس أن يوم القيامة قريب وقريباً ستظهر في السماء نجمة واضحة ... وتقترب الشمس من رؤوسكم قاب قوسين أو أدنى وبعد ذلك لا يقبل الله التوبة من أحد وستقفل أبواب السماء ... ويرفع القرآن من الأرض إلى السماء . ويقول الشيخ أحمد أنه قد قال له الرسول الكريم (ص) في منامه : أنه إذا قام أحد الناس بنشر هذه الوصية بين المسلمين فإنه سيحظى بشفاعتي يوم القيامة ويحصل على الخير الكثير والرزق الوفير ..... ومن اطلع عليها ولم يعطها اهتماماً بمعنى أن يقوم بتمزيقها أو إلقائها أو تجاهلها فقد أثم إثماً كبيراً ..... ومن اطلع عليها ولم ينشرها فإنه يرمى من رحمة الله يوم القيامة . ولهذا طلب مني المصطفى عليه الصلاة والسلام في المنام أن أبلغ أحد المسئولين من خدم الحرم الشريف أن القيامة قريبة فاستغفروا الله وتوبوا إليه. وحلمت يوم الاثنين أنه من قام بنشرها بثلاثين ورقة من هذه الوصية بين المسلمين فإن الله يزيل عنه الهم والغم ويوسع عليه رزقه ويحل له مشاكله ويرزقه خلال 40 يوماً تقريباً . وقد علمت أن:- احدهم قام بنشرها بثلاثين ورقة رزقه الله (( 25 ألفاً من المال)). كما قام شخص آخر بنشرها فرزقه الله تعالى 96 ألفاً من المال وأخبرت أن شخصاً كذًّب الوصية ففقد ولده في نفس اليوم ... وهذه معلومة لا شك فيها فآمنوا بالله واعملوا صالحاً حتى يوفقنا الله في آمالنا ويصلح لنا شأننا في الدنيا والآخرة ويرحمنا برحمته ... قال تعالى:' فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون '. الأعراف قال تعالى:' لهم البشرى في الدنيا والآخرة' يونس قال تعالى:' ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء '. إبراهيم علماً أن الأمر ليس لعباً ولهواً ... أن ترسل هذه الوصية بعد 96 ساعة من قراءتك لها... وسبق أن وصلت هذه الوصية أحد رجال الأعمال فوزعها فوراً ومن ثم جاء له خبر نجاح صفقته التجارية بتسعين ألف زيادة عما كان يتوقعه. كما وصلت أحد الأطباء فأهملها فلقي مصرعه في حادث سيارة فأصبح جثة هامدة تحدث عنها الجميع. وأغفلها أحد المقاولين فتوفى أبنه الكبير في بلد عربي شقيق . يرجى إرسال 25 نسخة منها ... وبشر المرسل بما يحصل له في اليوم الرابع وحيث أن الوصية مهمة للطواف حول العالم كله . فيجب إرسال نسخة متطابقة إلى أحد أصدقائك بعد أيام ستفاجئ بما سبق ذكره . فآمنوا بالله.
كنت أنا من البلهاء الذين صادفتهم هذه الورقة ، وكابدت العناء في كتابتها بخطي الشنيع خمس وعشرون مرة بالتمام والكمال !! فمن هو الأحمق الذي يقدر على مقاومة البركات المنتظرة ومجابهة اللعنات المتوعدة ؟!
لم أفكر وقتها .. فقط امتثلت وفعلت .. وكتبت ووزعت ..
ثم انتظرت .. وانتظرت ..
وعلى عكس ما توقعت: لم يحدث شيء !!
بعدها بعدة سنوات جاءتني هذه الورقة مرة أخرى !! فتجاهلتها تماماً .. بل ألقيتها كما هي في أقرب (صفيحة زبالة) .. فلم يحدث شيء في المرة الأولى !! ولن يحدث في الثانية أيضاً .. هكذا أيقنت في مراهقتي .
ربما كان الشيخ أحمد ثقيل السمع في منامه ، فلم يسمع التعليمات جيداً !!
* * * * *
كلمة السر التي تحولك في لحظة إلى ببغاء دعائي في عصر الثورة الرقمية والاتصالاتية الحديثة ..
ستجدها مذيلة في آخر رسالة بعينها في بريدك الالكتروني تتكلم عن معجزة خزعبلية مهندمة ملفوفة برداء ديني أنيق ..
مزمار لاستعداء (دون كخيوت) المعاصر – الذي هو أنت – لأن يمتطي (الماوس) الخاص به ويذهب معه في مهمة الكترونية جديدة من أجل نشر أسس العدالة والحب المعدلة !!
الضحايا هنا كثيرون .. وطواحين الهواء جاءت بصورة مقدسة ..
ولكن ..
عندما يسخر منا المجتمع الدولي كتعليق عما يصدر منا بحكم غرابته بالنسبة إليهم ، فأننا نضيفهم إلى قائمة الطواحين الواجب علينا محاربتها .. ويصبح كل فرد فيهم عبارة عن (ذراع طاحونة) تحركها رياح الفساد ..
نحن نحارب رد الفعل .. ولا نستطيع مجابهة الرياح نفسها !!
ربما لأننا لا نتوغل جيداً في طبائع الرياح .. بل راقبنا في غضب ما تفعله الرياح ..
وعندما قالوا بأن :
« رفرفة جناح فراشة رقيقة في اليابان قد تساهم في إعصار عاتي في أمريكا .. »
كان رد فعلنا هو أننا شمرنا عن سواعدنا ، وأبرزنا أنيابنا .. ثم ذبحنا هذه الفراشة .. وصلبناها من أجنحتها .. ومثلنا بما تبقى منها لكي لا تحدث الإعصار المنتظر .. ووقفنا أمامها نضحك في شماتة .. وعلى ووجهنا علامات الانتصار .. أما في عقولنا فتكمن أسمى آيات الاقتدار ..
الفراشة هنا كانت ترمز إلى الفكرة ..
أي فكرة من حقها تولد في عقولنا .. وتتشرنق قليلاً في خلايا أمخاخنا الرمادية .. ثم تمر بطور البلوغ .. ثم تطير بعدها إلى خارج جماجمنا عن طريق ألسنتنا أو أصابعنا أو بأي طريقة أخرى ..
ولكن ..
نحن قوم لا نعشق الفراشات ..
ونحن من بنى للأفكار سجون ..
ونحن من أودع عقولنا رهينة عند الكهنة والدجالين ..
ونحن من سالت عند أقدام أجدادنا دماء الحرية ..
نحن العرب ..
وكفى به نعتاً .
* * * * *
منذ فترة قريبة جاءني إيميل يقول :
( الدعاء الذي يخاف منه الشيطان )
فقمت بفتحه على مضض لعلي أفلح بالخروج منه بفائدة عظمى في حياتي الشخصية .. من يدري ؟!
وكان المحتوى كالتالي :
اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيلة من حيث لانراهم اللهم أيسه منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك - وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم . ملاحظة : اذا كان نشرها سيرهقك فلا تنشرها فلن تستحق اخذ ثوابها لأن ثوابها عظيم |
بعد الانتهاء من القراءة نظرت إلى شاشة حاسوبي بعدم فهم .. وقمت – لا إرادياً – بحك خصيتي اليمنى بحركة عضدت عدم قدرتي على فهم طلاسم ما قرأت !!
فقمت بالقراءة مرة أخرى بتأني لعلي أفلح في فهم الغرض مما سبق !!
وقد خرجت بالآتي :
-
اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا (لا أعلم كيف ومتى حدث ذلك !!)
-
يرانا هو وقبيلة من حيث لا نراهم .. (قبيلة ؟! أي قبيلة ؟! هل المقصود هو: "قبيله" أي قوم من طرف الشيطان ؟! وكيف يرونا من حيث لا نراهم ؟! هل يراقبونا من ركن الشمال الجنوبي مثلاً ؟!)
- اللهم أيسه منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك .. (أيسه ؟! لم أسمع مطلقاً عن الفعل الثلاثي "أيس" !! ولم أستخدمه بتاتاً سوى في لفظة " أيس كريم أو أيس تي " !! أما عن القنوط فهو الملل أو السأم .. أي أن الله سيصيب الشيطان بالملل منا .. كما أصيب الشيطان نفسه من الملل من عفو الله ؟! .. ما علينا ).
- وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك .. ( لو حدث هذا البعد السحيق ، فكيف يكون مسلطاً علينا من الأساس ؟! ) .
- بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم .. (عبارة دينية دسمة مضروبة في خلاط Mixer عملاق متمازج فيه التسول والفهلوة والمسكنة على الله .. نطلق على هذا الأسلوب بالعامية « العيار اللي مايصبيش ، يدوش » .. أسلوب مثير للدهشة فعلاً ! ) .
- ملاحظة : اذا كان نشرها سيرهقك فلا تنشرها فلن تستحق اخذ ثوابها لأن ثوابها عظيم ( هل رأيتموه ؟! أنه الأصبع الأوسط إياه الذي تكلمت عنه من قبل !! العبارة السخيفة المملوءة بجميع مفردات الاستفزاز .. المزمار المكلف باستدعاء (كيخوت) العصري .. أسلوب النفسية المضادة يعتمد على كم الطمع الأعمى في الثواب الرخيص والكسول المتوافر لديك .. الجملة "الباعصة" لكل منطق عقلاني يمكن اللجوء إليه في الأحوال العادية .. هل لها علاقة بخصيتي اليمنى يا ترى ؟!)
هنا رفرفت فراشة في جنبات عقلي تنثر أعاصير فكرية رقيقة .. ورفرفت معها شقيقاتها اللاتي ولدن بسبب ما أصادفه من أمور حياتية شتى أقابلها في المجتمع العربي ..
لا سجون عندي .. وفراشاتي الفكرية حرة تماماً في الرفرفة والتحليق .. فلا سماء معروفة للفكر !!
كانت أهم الأسئلة :
- ما هو مصدر هذه الأفكار العجيبة حولنا ؟!
- لماذا يصر بعض البلهاء في تمرير بلاهتهم إلى غيرهم من البلهاء ؟!
- ما هي الفائدة المستفادة من هذا البله ؟!
- هل العلاقة بيني وبين ( الله ) تتضمن نشر بضع كليمات وجمل مملوءة بصيغ دينية تافهة مرفوضة معنوياً ومنطقياً ؟!
- هل سيكافئ ( الله ) من يساهم في نشر هذا الهراء حقاً ؟!
- ما السبب في محدودية تفكيرنا وضحالة حضارتنا ؟!
- ولماذا وضعنا ( الله ) في قوالب ضيقة الحجم بداخلنا .. فهو غاضب أشد الغضب حيناً .. وهو الغفور الرحيم الكريم حيناً أخر ؟! فأي ( الله ) نتوجه نحن يا ترى ؟!
- لماذا يتعامل البعض مع الآخرين وكأن ( الله ) ملكية خالصة لهم .. فهم يثورون ويتوعدون ويخربون ويسبون ويبطشون كلما تكلم أحد عن ( الله ) .. بل كلما فكر أحد عن ( الله) .. فهل الحديث عن ( الله ) لا يجوز إلا عن طريقتهم فقط ؟!
والكثير والكثير من الأفكار التي أيقنت من عدم جدوى كتمانها بداخلي .. لذلك سأخرجها كلها في الموضوع القادم حرصاً على عدم الإطالة .
(يتبع) ..