17‏/8‏/2008

أكثر من مجرد كائن !

الإنسان !!

حتى الآن هو أكثر الكائنات رقياً على سطح الكرة الأرضية ، والمقصود بالرقي هنا : هو ارتقاء تكوينه البدني والجسدي والعقلي عن باقي الكائنات الأخرى التي تعيش معه في نفس الكوكب !

أيضاً الإنسان هو الكائن الوحيد الذي عرف كيف يتكيف مع ظروف البيئة المحيطة به ، فتجده يعيش في الصقيع القارص ، والحر القائظ .. وفي الغابات المنبتة ، وفي الصحاري الجرداء بلا أي مشاكل بيولوجية تذكر .. لقد نجح في ذكاء أن يذلل الصعاب الموجودة في ثنايا الطبيعة وتفوق على إرادتها .. عكس الكائنات الأخرى .. فالدب القطبي مثلاً لا يتحمل أن يتكيف في أي صحراء استوائية مثلاً .. أيضاً نبات الصبار لا يتحمل العيش في مكان يتواجد به الماء بكثرة !

وطبقاً لعادات الإنسان الغذائية .. سنجد أنه أيضاً الكائن الوحيد صاحب أكبر وأشمل سلسلة غذائية معروفة حتى الآن ! فهو يأكل النبات والحيوانات التي تعيش في البر ، والأسماك البحرية ، وأيضاً الطيور !

وأيضاً يعتبر الإنسان من أكثر الكائنات رفاهية بيولوجية وسيكولوجية واجتماعية ! وهذه الرفاهية وفرت له بدائل وترف غير موجودة عند باقي الكائنات الأخرى .. ولنأخذ القرد مثالاً على ذلك ، فهو أقرب الكائنات شبهاً للتشريح الإنساني ، وأيضاً تالي كائن يضاهي الإنسان في ذكاءه ! إلا أنه حتى الآن لم نجد قرداً أبتكر وسيلة مرتجلة للطيران في السماء ، أو حتى الغوص في البحار العميقة مثلما فعل الإنسان وسبقه هو وباقي الكائنات الأخرى ! ومهما بلغ درجة خيال الإنسان فأنه لن يتوقع أبداً خروج سمكة من البحر مثلاً وعلى خياشيمها أجهزة تؤهلها للتنفس خارج البحر وأيضاً أجهزة تمكنها من السير على الأرض ! عكس الإنسان الذي أفلح في التوغل لأعمق المحيطات من خلال مساعدة أجهزة وفرت له الهواء الذي يحتاجه للعيش حتى في بطن المحيطات المظلمة الخاوية من أي نسب هواء يمكن استنشاقه برئتيه !! وعندما وصل الإنسان إلى درجة عمق معينة عجز عن اختراقها بهذه الوسيلة بسبب الضغط المائي الهائل ، استخدم عقله مرة أخرى وأخترع وسيلة أخرى هي الغواصات ! ثم استكمل شق غموض البحار مرة أخرى في حماس !

نفس الحال بالنسبة للفضاء ..

كان الحلم هو مجرد التحليق لمسافة بسيطة في السماء مثل أي عصفور صغير تعلم الطيران للتو .. وبالفعل أفلح في اختراع الطائرات !! ثم المركبات الفضائية التي مكنته من الوصول للقمر .. ثم المريخ ! وفي نيته الذهاب أكثر وأبعد !

في نفس الوقت الذي يجلس فيه القرد على الشجرة ويقشر موزة أو يأكلها بقشرتها في هدوء عجيب وعقل خالي من المشاكل أو الطموح .. كما كان يفعل جده القرد الأكبر منذ آلاف السنين .. الوضع لا ولن يتغير ببساطة !


 

الإنسان ..

هو ملك متوج على كوكب الأرض .. وبلا منازع أو منافس يخشاه !

فما هو إذن التاج الذي ميز الإنسان وجعله ملك في التطور الرهيب الذي حدث له عبر السنين ؟؟


 

العقل ؟!

ربما هو العقل بالفعل !

وهذا ما استخدمه الإنسان لدراسة نفسه بطريقة تحليلية تمكنه من معرفه كينونته التشريحية والنفسية الغامضة!

وكلما أفلح في فك غموض نفسه وطلاسمها ، كلما وجد عقبة أخرى تقابله بداخله!

ولعل الإنسان البدائي وقف حائراً أثناء التبول مثلاً !! ربما تساءل عن سر ذلك الماء الأصفر الذي يخرج منه !! مع أنه شرب ماء عديم اللون أو شرب دماء الحيوانات أثناء أكلها وهي نيئة أو حتى شرب عصارات النباتات المختلفة !! كيف تجمع كل ذلك وتوحد إلى لون واحد هو الأصفر الذي لا يتغير في كل مرة خلال مرات عديدة في اليوم الواحد ؟؟

أيضاً برازه .. نفس الشكل الكريه والرائحة الشنيعة في كل مرة!!

ما الذي يحدث بداخله ؟؟

وعودة إلى الرفاهية والتطور العقلي .. عرفنا أن كل ذلك يحدث نتيجة عملية الهضم والإفرازات الحمضية داخل المعدة .. وأيضاً عمليات أخرى يعرفها كل الدارسين والمتخصصين في مجال الطب !

أي أن بداخل كل إنسان منا مصانع جبارة وتعمل بلا كلل منذ أن قطع شخصاً ما الحبل السري الخاص بنا ثم ضربنا على مؤخرتنا الصغيرة لكي نبكي وأيضاً نعلن عن قدومنا إلى الحياة .. من هنا تأهبت كل الوظائف الحيوية للعمل جاهدة لمنح صاحبها الحق في الحياة إلى أن تقرر التوقف وتتوقف معها حياة صاحبها !


 

وربما تساءل جد من أجدادنا القدماء في حيرة :

  • كيف يرى بعينه ؟
  • لماذا لا يسمع بأنفه ؟
  • لماذا لا يتكلم بأصابعه ؟
  • كيف يتكون العرق والمخاط والدموع واللعاب والصماخ وكلها مواد موجودة في رأسه؟ ولماذا لا تختلط أي مادة منهم مع الأخرى ؟
  • لماذا لا تخرج الدموع من الفم ؟ ولماذا يخرج الصماخ كل مرة من الأذن؟
  • كيف ينمو شعره وأظافره ؟
  • كيف يمشي على قدميه في سلاسة وتوازن ؟

وكلها أسئلة بإمكان أي طفل في عصرنا الحالي الإجابة عليها دون أدنى مشقة ذهنية !


 

وكلما تقدم الإنسان علمياً وبرع في استخدام عقله .. وجد وحدات أصغر بداخله عجز عن التعامل معها أو فهم سرها .. مثل الشفرة الجينية لكل فرد منا .. وكروموسومات تحديد النوع .. والجينات المسئولة عن تصرفات الشخص أو حتى الحالات المزاجية أو قدراته العقلية !

وكلما استخدم الإنسان مصباح عقله في إنارة حائط الطلاسم الموجودة بداخله .. وجد كهف عميق ومظلم أخر قابع بداخله كله مجاهل وغموض ..

لعل هناك مقولة استراح لها الإنسان في وصف نفسه تقول :

ما الإنسان إلا شرايين وعضلات وإشارات كهربائية وتفاعلات كيميائية وعظام كلها معبأة بقرطاس جلد .. أنه السر الأعظم .. واسمه الإنسان !


 

* * * * *

ولكن ..

أين هو العقل عندما يمارس إنسان عملاً ينافي طبيعته وغرائزه ؟!

معروف أن لدى الإنسان غرائز عديدة يحرص عليها في حياته .. ومنها على الترتيب :

  • غريزة البقاء .
  • غريزة الشبع .
  • غريزة الجنس .

وأول ما يحرص عليه الإنسان في وجوده هو الحفاظ على حياته .. حتى بدون أي تدخل منه !

وإذا خيرت الإنسان في القضاء على حياته .. أو حرمانه من الأكل على فترات ! سيختار حتماً الاختيار الثاني .. فالمهم عنده أولاً هو حياته .. لذلك يشعر الإنسان بخوف خفي في معظم الأوقات على حياته ..

جرب أن تلسع شخص بالنار أو ألكزه بدبوس مثلاً .. ستجده انتفض لا إرادياً وأصابه الهلع !! أنه الحرص على حياته والخوف من أي مخاطر تؤذي وجوده أو تهدد حياته !

غريزة البقاء ..

أهم عنده من حتى الجنس والذي يعرف بأنه أعظم متعة حسية معروفة للإنسان حتى الآن !


 

إلا أن ..

حتى الآن لا يعٌرف السبب في ابتكار الإنسان في وسيلة للقضاء على نفسه بوسائل غريبة تعرف باسم الحروب أو القتل ؟؟

لقد برع الإنسان في اكتشاف وسائل عديدة ومبتكرة للقضاء على نفسه وغيره أيضاً !!

بدءاً من استخدام الحجارة والنار لقتل غيره .. ثم الحراب الخشبية المسننة .. وبعدها السيوف والأسهم .. وانتهاءاً بالأسلحة النارية ..

الآن بإمكانه بمجرد ضغطة زر إنهاء حياة إنسان أخر بمنتهى السهولة !!

ووجدت مسميات عديدة تبيح هذا القتل !! منها الحروب مثلاً .. مجموعات من الإنسان تقاتل مجموعات أخرى بكل شراسة وتصميم بالغ على القتل لمجرد اختلاف اللغة أو الجنسية أو العقيدة ..

وليت الأمر يتوقف على القتل .. بل اخترع وسائل تعذيبية شنيعة يستخدمها قبل قتل ضحيته !

هل يخفي الإنسان بداخله غرائز تدميرية يبغي محو نفسه وغيره لمجرد أنه يملك ما ليس عند غيره من الكائنات الأخرى ؟

العقل ؟

بما أني إنسان أيضاً ..

فأني أتساءل من هنا :

أين العقل أيها الإنسان ؟؟

أين أخفيت تاجك يا ملك الكائنات الأعظم ؟؟

هل ضاع منك ؟؟

أم سرقه منك غرورك وأطماعك والحرص على ملذاتك ؟


 

* * * * *


 

هل الإنسان واحد ؟؟

أعني هل يملك الإنسان طباعاً واحدة وموحدة موجودة ومنتشرة في كل فرد فينا ؟؟

الإجابة هي : بالطبع لا !

الإنسان ليس كائن صلب وجامد مثل الآلات التي اخترعها .. أو حتى كالحيوانات والنباتات التي تحيط به !


 

الإنسان لا يملك Software حازمة بداخله تقول له ما يجب فعله ، وما لا يليق أن يفعله ! فهو حر تماماً في اختياراته وأفعاله !

وكل إنسان هو وحدة تامة خاصة بذاته في الأفعال والتصرفات .. ويتأثر الإنسان بطريقة قوية بالبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه !

فالإنسان في المجتمعات الصحراوية مثلاً يكون قاسي وجامد القلب والطباع ، مع لمحة من الشراسة والهمجية الملحوظة !

ومن يعيش في الثلوج والأجواء الباردة ، ستجده ذو ميول باردة ولا مبالية وتنازلات أخلاقية واضحة !

ونفس الحال بالنسبة للبلدان المتقاربة .. ستجد فيها اختلاف واضح في سلوك الإنسان وتصرفاته ! حتى في أقسام البلد الواحد ستجد اختلاف في العادات والتصرفات ..

كل القيم والعادات تختلف حسب موقع الإنسان على سطح الكرة الأرضية !

الثقافات المتعددة والمناخ العام الذي يحيطان بالإنسان هما من يحددان تصرفاته وتعامله في الحياة ..

ولو افترضنا بأن بلدان العالم إجماليها ثلاثمائة دولة .. وكان بإمكانك بأن تجمع رجل وامرأة من كل بلد .. ثم طرحت عليهم سؤالاً واحداً .. أياً كان نوعه .. ثق بأنك ستجد لديك ستمائة إجابة مختلفة ومتباعدة من كل فرد فيهم !!

الإنسان واحد في الهيئة العامة الخارجية ، لكنه مختلف تماماً من الداخل .. نفسياً واجتماعياً وعقلياً !

شيء غريب فعلاً .. ولكنه نحن بأي حال !


 

* * * * *


 

هل – بعد كل هذا – يشعر الإنسان بأنه ضعيف ؟

نعم يشعر الإنسان بأنه ضعيف !

لذلك شعر الإنسان بحاجته لمن هو أكبر منه !

الإله ..

فمنذ القدم شعر الإنسان بالاحتياج للإله كي يتضرع له ويغفر له حماقاته التي لا نهاية لها !

فحاول تجسيد الإله أمامه عن طريق الأصنام أو التعاويذ أو الطوطم وجعلها مرئية ومحيطة به لكي تراقب تصرفاته .. وأيضاً كي يتذلل لها كي تنعم عليه بالمأوى والغذاء والأمطار ! وألتف حول هذه المعبودات وقدم لها القرابين لكي ترضى عنه .. في بعض الحضارات القديمة كالأزتك والمايا كانت تقدم قرابين بشرية بغرض التقرب للآلهة !! وهو عمل أحمق وفي غاية القسوة ، لكنهم اقتنعوا به لاعتقادهم بأن الصنم سيجزيهم عنه بمنتهى الكرم الإلهي الذي لا ينضب!!

وجاءت الأديان السماوية الثلاثة التي تدعو بوحدانية الله ..

اليهودية – المسيحية – الإسلام ..

وإن اختلفت نوعاً ما في مضمونها !

ثم انبثقت الأديان الثلاثة إلى عديد من المذاهب الفرعية !

وجاءت أديان روحانية أخرى كالبوذية والزرادشتية والكونفوشيوسية والتاوية .. الخ !


 

الغريب بأن بالأديان وحدت جمع قليل من الناس وليس كلهم ! كما أنها السبب الرئيسي في انتشار الكراهية بين المجتمعات الإنسانية العديدة ! أي أن الأديان قد نجحت في لم شمل بعض الطوائف ، وأيضاً زرع الخلافات بين الطوائف الأخرى .. وقربت جموع قليلة من الناس في عقيدة واحدة ، وأبعدت إجبارياً باقي الناس من أتباع الديانات الأخرى !

أي أنها جمعت فئات قليلة .. وفرقت فئات أكثر !


 

* * * * *


 

ما هو أكثر شيء يؤمن الإنسان بوجوده أثناء حياته ؟


 

من الغرائب الموجود عند الإنسان أن الشيء الوحيد الذي اتفق عليه هذا الجنس العجيب مهما كانت عقيدته أو جنسيته أو لغته أو ثقافته هو :

الموت!

إلى الآن لم يوجد شخص عاقل بإمكانه إنكار حقيقة الموت !!

ولعلها من السخرية أن تكون الحقيقة الوحيدة المتفق عليها في حياة الإنسان هي موته!

وقد يتجادل الإنسان في أي شيء ، إلا الموت !

وطبقاً لغريزة الإنسان الأولى والرئيسية ، فإن أكثر ما يخافه ويخشاه هو الموت !

لذلك فهو يقدسه ويرهبه في نفس الوقت ..

وهناك مراسم عديدة عند الشعوب تقام عند موت شخص ما ، وتختلف طريقة الدفن حسب ثقافة الشعوب وعقائدها ..

  • فهناك من يفضل دفن الميت في التراب !
  • وهناك من يحرق الميت !
  • وهناك قبائل تأكل جسد الميت كنوع من تكريمه واعتقادهم بأنهم – بهذه الطريقة – يعيش بداخلهم بعد موته !!
  • وهناك من يقطع جسد الميت وإطعامه للطيور آكلة الجيفة فيما يسمى (مراسم الدفن السماوي) .. فهم يعتقدون بأنهم دفنوا الميت في السماء بهذه الطريقة !
  • وهناك من زين وحنط جسد الميت وألبسه ثياباً فاخرة استعداداً لعودته مرة أخرى للحياة (الفراعنة) !
  • وهناك من يقطع أوصال الميت ويشوه جسده كنوع من الانتقام القذر والمشين إذا كان الميت من الأعداء مثلاً !


 

ومهما بلغت درجة تطور الإنسان في شتى العلوم ، فأنه – حتماً – سيقف عاجزاً وخائفاً أمام وحشاً مرعباً سيلتقي به مثلما التقى بمليارات من أجداده من قبل .. ولن توجد وسيلة معينة لإلغاء هذا اللقاء المرتقب ..

أنه وحش لا يعرف التفاهم أو التفاوض أو حتى الهذر ..

أنه وحش يسمى :

الموت !


 

* * * * *


 

إذا قرأت هذا الموضوع كاملاً ..

حاول استخدام التاج الذي ميزك عن غيرك من باقي الكائنات الأخرى ..

وأذهب بعيداً ..

بعيداً جداً ..

إلى غابة ما .. أي غابة تتجسد في مخيلتك ..

توجه إلى أي شجرة موز !!

هل ترى ذلك القرد الذي يجلس تحتها وفي يده موزة يستعد لأكلها ؟؟!

هل أصابك الفضول لتعرف فيما يفكر كتلة الشعر هذه ؟؟!

هل هو بالغباء والتفاهة التي تتخيلها ؟؟

هل تحيرك نظرات عينيه البليدة ؟!

هل حاولت تأمله ودراسة سلوكه التفكيري والاجتماعي والنفسي ؟


 

هل سئمت من وقفتك أمامه ومللت مراقبته ؟

حسناً ..

أعط له ظهرك وأرحل من أمامه في عدم اهتمام !!


 

ولكن ..

ولكنك لن ترى هذا القرد وهو يلقي بموزته هذه .. ويراقب ظهرك وأنت ترحل عنه في قنوط !

هل ترى نظرات الاهتمام في عينه وهو يتأملك ؟؟

هل تفهم ابتسامة السخرية المرتسمة على وجهه ؟

هل تعرف معنى انعقاد حاجبيه ؟؟ أنها تشبهنا نحن عندما نفكر !!


 

ما الذي يحدث من ورائك وأنت لا تلاحظه يا ترى ؟؟


 

هل تعرف أنت ؟؟

هناك 9 تعليقات:

غير معرف يقول...

اتؤمن بوجود هؤلاء البشر الذين سخطوا قردة وخنازير ربما ذلك القرد العاقد حاجبيه من نسل احدهم وتلك النظرة الساخرة اليك ربما هى تذكر لماضيه كأنسان وكم هو مرتاح الآن من كونه اصبح قردا لا يبالى ......

wael يقول...

عزيزي ياتشو ..

الموضوع كان تجريدي بطريقة مجردة (حسبما استطعت) ..
ولم أتطرق أبداً إلى شخص بعينه أو قوم بعينهم .. بل قلت إنسان !

حتى لم استخدم وصف (إبن آدم) هنا لعدم اعتراف بعض الثقافات البعيدة عن الأديان السماوية الثلاثة بأن آدم هو أبو البشر ..

أما موضوع إيماني بمن سخطوا قردة وخنازير .. فهذا شيئ بعيد تماماً عن الموضوع !
وعندما طلبت منك استخدام تخيلك في موضوع تجريدي بحت .. يصدف أن يكون القرد في خيالك (يهودي في السابق) ..

يا عزيزي ..
الديانات نفسها معرضة للتأييد أو التكذيب !


استخدم تاجك جيداً وأبحث لك عن قرد أخر .. قرد مجهول الأصل أو الديانة ..

مجرد قرد يأكل موزة تحت أي شجرة ..

حاول مرة أخرى ..

حزيــــــــــــــــــن يقول...

احيانا لا اجد تعليقات مناسبه للموضوع
ارى ان الموضوع حمل اجزاء عميقه فى سيكلوجيات تفكيرنا ولكن بقدر من التسطيح
لقد اسست جزء من كلامك على ان الانسان يحتاج الى اله ثم عدت لتناقض كلامك وتقول ان الاديان سببت تفرقا كبيرا
وان كنت ارى ان لا اكراه فى الدين وان الاديان جمعت كل طائفة مقتنعة بعقيدة ما واختلاف فهم الدين هو ما ادى الى الخلاف وليس الدين نفسه
كنت اود الاستطراد معك فى الحديث ولكن البوست يحمل كم هائل من التأملات لا يسعفنى الوقت حاليا للخوض فيها
لى عوده ان شاء الله
---
احييك على اسلوبك فى التأمل
هذه اول مرة ازور مدونتك
ياريت تتواصل معانا فى فريق عمل مدونات مصرية للجيب

احمد مهنى

wael يقول...

العزيز أحمد مهنى (لا أطال الله حزنك) :

عندما تكلمت عن الإنسان وحاجته للإله ، لم أكن أعني حاجته للأديان .. تخيل معي أن البشرية كلها تؤمن بنفس الإله ، مع وجود دين واحد يدعو للتسامح فيما بينهم ! عندها ستنعدم مفهوم كلمة (طائفة) وتتقولب عقائد الإنسان في بوتقة واحدة هي الدين الواحد ..
فمثلاً في الأديان السماوية الثلاثة متفقة على ذاتية ووحدانية (الله) .. إلا أن الأديان نفسها متشابكة ومعقدة تجاه الأخرى .. أي أن الإله واحد في هذه الحالة .. إلا أنه لا يمكننا إنكار البغض الذي يكنه اليهودي للمسلم ، والمسيحي لليهودي ، والمسلم لليهودي ، وهكذا ..
أتباع الإله الواحد يناقضون بعضهم ..
حتى أتباع الديانة الواحدة يناقضون بعضهم تحت اسم (الطوائف المنبثقة) والتي تكلمت عنها هنا !!
فهناك خلاف واضح بين السني والشيعي والمعتزلة والعلوية والخوارج (وكلها تحت راية الإسلام)!!
ونجد في المسيحية خلاف أخر بين الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس!

عندما احتاج الإنسان البدائي لإله .. في نفس الوقت كان يبحث عن حضن روحاني يأويه ويحميه من بعض الظواهر الغير مألوفة لديه كالبرق والرعد والبراكين والعواصف والفيضانات !
والأمر متشابه تماماً في معظم الحضارات البعيدة كالحضارات التي وجدت في وسط أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأستراليا ..
كما أنه ملاحظ في في بلدنا مصر في عهد الفراعنة !
عندما شعر الإنسان بضعفه أمام تلك الظواهر الطبيعية العادية .. وعندما شعر بالعجز في صد إيذائها عنه .. بدأ يعرف أنه ليس أقوى الأقوياء !! وفهم بالفطرة أن هناك كيان ما أكبر منه !!
إله ..

هذا ما قصدته عن الإله والدين ..
بنفس التجريدية الموجودة في الموضوع ..

_______________

بالنسبة لمشروع (مدونات مصرية للجيب) ..
فأنا متابع المشروع منذ بدايته !
وحضرت حفل التوقيع الأول له !

وأعرف أنه كان مجرد حلم .. وتحول لفكرة !
ثم بدأ يفرض نفسه على أرض الواقع بمجهودك أنت وزملائك !
وأتمنى لك – صادقاً – الاستمرار في نجاح وليدكم هذا عله يمحي بعضاً من الجهل والتخلف الذي يحيط بمصر خاصة والعالم العربي عامة !

وصدقني عندما أقول بأني مستعد للتواصل معكم في مشروعكم !
وثق تماماً بأني على أهبة الاستعداد للانضمام معكم في أي وقت !

_______________________
_______________________



أحمد مهنى ..
قلت في تعليقك أن هذه أول زيارة لك هنا ..
ويحتم علي واجب الضيافة بأن أصارحك أنت وحدك بما يعتمل في صدري وعقلي ..

يوجد في (عرين الغضب) موضوع ستعرفه جيداً من مجرد عنوانه !
موضوع يحتوي على كثير من الغضب إزاء موقف معين !
ويحتم علي ضميري بأن أعلمك بوجوده هنا ..
أتمنى أن تقرأه كما هو ..
وبإمكانك الرد عليه .. أو الرد علي أنا دون إظهار تعليقك !


تحياتي !

mohamed ghalia يقول...

تأملات هى الحياة نتأملها ونتأمل ما بها من أشياء لنصل بعقولنا إلى المزيد
كذلك فالحيوانات أعطاها الله ميزة أنها تفكر وتعرف كيف تتخذ طريقها جيدا كل يستخدم ما أعطاه الله له من مواهب ويستغلها ولعل الإنسان هو المقصر الأكبر لأن الله أعطاه النعمة الأكبر وهى العقل
دمت بود وفى خير حال
زكل سنة وإنتا طيب
تقبل تحياتى وإعجابى

غير معرف يقول...

الانسان
مش عارف لية حسيت انى بقراء كتاب للدكتور مصطفى محمود او بتفرج على حلقة من حلقات العلم والايمان
نفس الاسلوب اوالسرد والتفاصيل
بجد بوست رائع
من حيث اظهار الجوانب النفسية للكائن السمى بالانسان
بس الشئ اللى حسيتة انك عايز تظهر الانسان برغم القوة العقلية الجبارة والتطور الا انة مخلوق جبان
ودى الحقيقة
الانسان جبان وخبيث و خاين وغدار
يعنى مثلا عمرك شوفت كلب بيلف ويدور ويضرب زنب فى كلب صاحبة لمجرد انه له مصلحة فى كدة او خايف من منة
بالعكس هو الكلب لو مش طايق كلب تانى بيواجه وجة لوجة
يعنى ساعات الحيوان بيكون اشجع وامهر وأوفى من الكائن الانسان اللى وصل القمر وركب الطيارة والصاروخ
اللهم ارحمنا من شر الانسان

wael يقول...

عزيزي محمد غالية (حتى الآن لم أتأكد من صحة الأسم!) ..

متفق تماماً في كلامك ..
أما بالنسبة للحيوان : فأنا أعتقد أن الفطرة والغريزة عنده أكبر من قدرة العقل !
والا استخدم الغزال مثلاً عقله لإيجاد وسيلة يردع بها خطر لبؤة شرسة في احد الغابات .. ربما أقام الغزال فخ ما لهذ اللبؤة كي يتقي شرها !
لكن الغزال في كل مرة يكتفي بدور الطريدة ، ثم الفريسة ، وبعدها غذاء شهي لحيوان آخر ..
أعتقد أنها فطرة في رأيي الخاص !

وأنت طيب يا باشا ورمضان كريم !

wael يقول...

صديقي محمود !

استرحت مؤخراً لوصفي الإنسان بأنه (كائن حائر)!
واعتقد أن كلمة جبان هذه والتي وصفتها أنت به ، هي إهانة بالغة لذلك الكيان العظيم !
لو كان الإنسان جباناً لما جرؤ أن يغزو البحر .. ثم باطنه !
أو حتى يسمو إلى السماء ، وما بعدها !

ومن الطريف أن الإنسان ذو طبع فضولي للغاية!
والفضول ذاته له الفضل في اكتشافات عديدة لذلك الكائن !

أما بالنسبة لموضوع الكلاب ومصارحتها في آرائها في بعض وأمام بعض !
ربما صادفت أنا يوماً ما كلب ما يقوم بالـ (هوهوة) لكلب أخر في الشارع !
لكن لم يخطر على بالي على الإطلاق بأن هذا الكلب يصارح الأخر وجها لوجه عن طريق لغة (الهوهوة)!
صدقني سأضع ذلك في حسباني فيما بعد !


بالنسبة للأستاذ (مصطفى محمود) :
أرجوك يا صديقي ..
لا تقارن ضوء شمعة خافت بنور الشمس !!
فلا وجه للمقارنة اساساً ..

هذا الرجل - ببساطة - شمساً ساطعة في سماء حياتي !
وهذا الموضوع ما هو لإنعكاس نوره العلمي الذي كثيراً ما غمرني !
ومهماً قلت أو كتبت أو حتى فعلت ..
فسيبقى هو الأستاذ !

وائل عمر ..

RASHA يقول...

عرين الغضب بوست رائع وبه الكثير من التاملات والخبايا الانسان هذا الكائن البشرى ذو التركيبة المعقدة والتى تحمل الكثير من الاسرار التى لا يعرفها الا الله سبحانه وتعالى دومت بخير