مقدمة: بعد خبرة طويلة ولا بأس بها في مجال علوم الماورائيات والأمور الغامضة على العوام – مثلكم – يا أعزائي ، قررت اليوم أن أهديكم الحل المثالي لجميع مشاكلكم الحياتية ! ربما شفقة بحالكم – أيها المساكين – أو لأني أرغب في تمرير شعلة خبراتي إلى شخص أخر غيري ! سأعرض عليكم مقتطفات سريعة ولكنها فعالة عن طريق التعامل مع الجن ! ليس أي جن بالطبع !! سأعلمك كيف تحضر الجن المناسب لك أيا كانت ظروفك البائسة ، وتأكد أن حياتك ستتحسن كثيراً بعد ذلك ! لا تسأل ولا تتساءل ! أنها فرصة لا تتكرر سوى مرة واحدة في الحياة ! في البداية أرغب في تكميم أفواه المتحذلقين منكم وإخراسهم قبل أن ينطقوا بترهات فارغة وجدل عقيم أرعن يقومون – كالعادة – بترديده بدون تفكير وعي أو موزانة عقلية .. أي مثلهم مثل أي ببغاء غبي ! لكي أريح هؤلاء الفضولين – ولو أني أكره مجاراتهم في تلك الأمور السخيفة – فأني أبرز أكثر أبشع الأسئلة الشائعة التي ترد علي ، مع بعض الإجابات المتواضعة والمختصرة أيضاً : س : من أنت ؟ ج : هذا أمر لا يهمك أن تعرفه مطلقاً .. لا يعنيك أن تعرف اسمي أو حتى ملامح وجهي ! عليك أن تعي أني أنا مجرد (أنا) فقط .. ولا داعي لأن تطمع بمعرفة المزيد عن شخصي ! س : لماذا تكتب عن هذا الموضوع الغريب ؟ ج : ذكرت أني أرغب في تمرير الشعلة إلى غيري ! من فضلك قم بقراءة مقدمة موضوع جيداً .. فأنا أكره الأسئلة الغبية للغاية . س: لماذا لم تنتفع أنت بكل هذه الخبرات لنفسك؟ أعني لماذا لم تسخر جن معين لكي يلبي كل طلباتك مثل المال الذي يؤهل دخولك ضمن صفوة الأثرياء وشراء القصور الفخمة والسيارات الفارهة و .. و.. ؟ ج : قبل أن أفقد أعصابي دعني أقول بأني أتكلم عن عالم الجن وليس أسطورة علاء الدين والمصباح السحري أو العصا المسحورة .. أنا أتكلم عن واقع ملموس ويمكن تحقيقه بسهولة تامة أياً كانت مؤهلاتك الروحانية .. ثم دعني أسألك أنا عن قيمة النقود والهراء الأخر الذي ذكرته أمام سيطرتك أنت على عالم أخر من قوم أقوى منك ولكنهم يخشونك ؟ صدقني عندما أقول أن: مجرد أحلامك هي أوامر صريحة وواجبة التنفيذ لهم .. س: هل هناك شروط معينة تنصح بتوافرها قبل البدء ؟ ج : في الحقيقة أنصح أصحاب (الظلال الروحية الخافتة) بعدم إجراء أي خطوات من التي سأذكرها لاحقا . س: ماذا ؟؟ الظلال الروحية الخافتة ؟؟ ماذا تقصد تحديداً ؟ ج : لو خطر على عقلك السؤال السابق ، فأني أنصحك بعدم إكمال الموضوع .. صدقني أنا أكره الأغبياء كثيراً .. وأكره أكثر المتحذلقين الأغبياء .. س: وهل هناك مقابل مادي لما تعرضه هنا ؟ ج : دعني أسألك أنا سؤال واحد : لماذا لا تخرس ؟! (...) ! قبل أن نبدأ يجب أن أنوه عن عدة ملاحظات هامة يجب الالتفات إليها قبل بدأ التنفيذ .. يجب القراءة بصبر وعناية من أجل مصلحتك الشخصية .. أي لا لوم علي أنا بعد الانتهاء من هذا الموضوع بالذات .. فأنا لا أعمل في خدمة عملاء لمركز أعطال الجن!! من فضلك تابع ما يلي بتركيز شديد : ما سبق كان تحذيراً على العوام من الجن أجمعين .. هناك بالطبع ما لا يستحب لكل جن على حدة ، وهذا ما سأذكره بالتفصيل في كل فقرة . رجاء الالتزام بكل ما سبق . لنبدأ : * * * * * (1) قبل أن أبداً في التعريف عن ضيفنا الأول في هذا الموضوع .. أود أولاً أن أتكلم في عجالة عن جنس الإنس .. ليس كله بالطبع .. بل نصفه فقط .. أريد أن أتكلم عن (أنثى الأنس) .. ذلك الكائن الرقيق المظلوم بقسوة بالغة من جنس الإنس قاطبة الذي يقدس ويهلل ويحتفي بالذكر فقط ويعتبره كيان معظم يفوق مرتبة الأنثى .. فهي – الأنثى – تأتي في المركز الثاني بعد الذكر في كل شيء !! حتى الأديان نفسها بالغت في إنصاف الذكر عن الأنثى بعدم حياد واضح ، فالذكر في الأديان هو (نصف إله) بكل بساطة بينما الأنثى هي مجرد (نصف ذكر ) في كل شيء !! مشكلة الأنثى عندنا أنها أقتنعت – جبريا – بخسف قيمتها الإنسية ورضخت بكونها أقل شأناً من الذكر !! وهذا شيء أأسف له بصدق حقيقي !! ثم أن هناك قيم معينة موجودة عند هذا الكائن بكل جلاء ووضوح في حين أنها معدومة تماماً عند الذكر (ليس مهمتي التوغل أكثر في تلك المواضيع) !! « القهر والجبر والدحر والقمع والإجبار والتسلط والهيمنة والقسر والتعنت والإكراه والقسوة والبلادة والغلظة والعنف والكبت والإذلال » كل ما سبق هو – ببساطة – طباع وأساليب يفضلها الذكر ويستخدمها في المعاملة مع الأنثى لكي يضمن رضوخها وترويضها الدائم له .. ودائماً ما ينجح ذلك في كسر (الشموخ الأنثوي) .. فمشكلة الأنثى الأبدية أنها .. أنها في حاجة إلى " ذكر" بجانبها .. ... عزيزتي/ أنثى الأنس .. يسعدني أن أقدم لكي بكل تواضع إلى كيانك السامي : طيهون صيئبوط : من هو ؟؟ هو جني رومانسي ورقيق ، قادر على دغدغة حواسك بكل رقة (جنية) .. يسهل عليه تحقيق أصعب الأحلامك الرومانسية طراً .. لا يتردد قط في توفير كل ما يجعل كل أنثى سعيدة ، بل يجعلها أميرة فارسية في أزهى عصور ممالك الفرس البائدة ! يفهم كثيراً في نفسية الأنثى المتقلبة دوماً ويعطيها إحساس جارف بالحنان صعب أن تجدي مثيله في أبناء الأنس الأوغاد !! هو متفهم تماماً للعادات الشرقية المنغلقة والرافضة للتغير ، لذلك فهو مأمون تماماً من جانب الشرف وفض البكارة (بأنواعه الثلاثة) إلى آخر هذه المسائل المعقدة والتي يصعب التوغل فيها حالياً لعدم اختصاص الموضوع لهذا الأمر. لديه القدرة على ترديد كلمات عاطفية رنانة وعميقة وصادقة المعنى وبأي درجة صوت ترغبها الأنثى .. فهو خشن الصوت بدرجة هامسة إن أرادت الأنثى ذلك ، أيضاً هو ناعم الصوت (ناعم وليس مائع كي لا يحدث لبس في الأمر) .. (طيهون) يملك ذوق رومانسي فائق الحس ولكي أن تصدقيني في هذا .. لديه المقدرة على تغير المناظر والمناخ المحيط بك يا عزيزتي ! فلا تتعجبي إن وجدت نفسك على قمة جبل ثلجي دافئ في لحظات .. أو حتى تمارسين رياضة المشي على سجادة قطنية رخوة مصنوعة من السحاب الأبيض البض !! من أجلك وحدك سيشق لكي الشمس بسيفه إلى نصفين .. نصف يكفيكي في الصباح , والنصف الآخر ينير لكي سماءك وحدك في الليل .. لك وحدك سيفتت القمر بيديه ويثنره حولك كالثلج المنير أمام خطواتك كي تسيري أنتي في شموخ عليائي ! من أجل ابتسامتك سيقطف النجوم من شجرة السماء العالية ويقدمها لكي ثمرة ناضجة لامعة كلما ابتسمت له .. مجرد ابتسامة ! سيغير من أجلك اتجاه الريح ويجعله مضماراً مريحاً يرمح فيه شعرك الثائر ليغدو في جموح ألف مهر بري ! سيخرج من جيوبه شلالات عامرة ليزين بها الجبال أمامك في كل صوب وحدب .. سيعلقها لكي وحدك ويعلمها بأن تصدر خريراً ينطق في دلال بأسمك ! سيطوي لكي السماء كسجادة فارسية ويعيد طلائها بما يناسب ذوقك أنتي ويعيدها مرة أخرى .. فاختاري لون سماؤك المفضل يا عزيزتي ( وردية ، خضراء ، حمراء ، بيضاء ، أو حتى كاروهات) .. أنتقي سماءك كما يحلو لكي يا عزيزتي ! هيا يا عزيزتي .. استعيدي شموخك مرة أخرى .. رغم أنف الذكر .. وبعيداً عن مملكة الإنس بأكملها .. كوني أنثى كما ترغب أنوثتك .. كوني أنتي .. وبكامل أنوثتك .. فقط أطلبي .. وعلى (طيهون) التنفيذ ! عيوبه : أحياناً يتملك (طيهون) شعور جارف بالرومانسية الفياضة ، فلا تتعجبي إن ملأت الدموع عينيه في تأثر وهو يخبرك : كم أنتي جميلة ! قد يصبح الأمر مملاً بعض الشيء بعد تكراره عدة ملايين من المرات ! (طيهون) ليس معتاداً على الكذب ، فكل مرة سيكتشف شيئاً جميلاً موجوداً بداخلك في أول كل لقاء .. ولكن لكي أن تتحملي حوالي 4 لتر من الدموع التي ترضي أنوثتك .. لذلك أكرر بأن الوضع قد يكون مملاً إن طال الأمر ! شيء أخر عنه : هو غيور لأقصى درجة .. لذلك قد ينظر بعض الشباب اليافع لك كمن ينظر إلى ضفدعة جافة ودميمة الخلقة .. ليس السبب هو قبحك ! إنما لأن أخينا هذا قد غير من ملامح وجهك في عين أي شاب لزج قد ينظر إليك بصورة غير لائقة .. بالطبع لا داعي للحديث عن انتقامه لمن أساء لكي سواء بالكلمات أو بالأفعال .. فمزاج (طيهون) في الانتقام لهو عسير بعض الشيء ويصعب سرده هنا ! لكنه انتقام شرس حقاً . طريقة تصريفه : عندما يصيبك الملل من (طيهون) .. عليكي بإحضار شمعة طويلة وشمعة قصيرة .. قفي على قدم واحدة فقط (يفضل اليمنى) وأشعلي الشمعة القصيرة أولا ، أشعلي الشمعة الطويلة من لهب الشمعة الأخرى .. يفضل أن يكون ذلك في الظلام الدامس .. ثم رددي التالي : طيهون .. يا أبن المارد صيئبوط .. يا سليل عائلة مشاشوزت الحمراء .. أبلغك بأنك طليق .. حرم عليك مجالستي كما حرم ضوء الزهرة على بقاع الأرض الرزقاء .. عد كما كنت حيث الأحمر يمينك والعدم يسارك .. عد حراً ومعك خواتيمك .. أذهب ولا تعد .. أذهب ومعك غضبك وانتقامك . طريقة إحضاره : عندما يتعامد القمر على المشترى (حبذا لو كان ليلة الثلاثاء) .. نحرق بخوراً من زبل المرخان السنبطي المخلوط مع زرزعيل الصحراء الغامق .. ونرتل على رائحة البخور المتصاعد : شم ماشعشس طيهون صفط مراعل ديهون شلامس طماعث قيعان برامق ديعان شماخير مزاعيل طيخ طيخ طيهون طيهون طيخ طيهون مداعس دم شم طيهون طيخ . * * * * * (2) يؤكد علم النفس (الشقيق) بأن الحب بين جنس الإنس يمكن تقسيمه إلى جانبين : الجانب الأنثوي : عندما تحب أنثى الأنس فإنها تبحث عن عاطفة مجردة ، لذلك فهي تملك أحلامها الخاصة منذ أن خطى عقلها أولى خطواته في عالم الوعي ! (التنهدات الحالمة – السهاد ليلاً – الفستان الأبيض – الأمير الفارس – العالم الوردي) هم قاسم مشترك في عقل كل أنثى مهما اختلف ثقافتها .. الأنثى هي أنثى .. الدافع الوحيد للحب إذن لهذا الكيان هو : العاطفة . وأحيانا قد تقدم تنازلات معينة في سبيل هذه العاطفة .. الجانب الذكري : يصر علم النفس (الشقيق) بأن ذكر الإنس ما هو إلا (حيوان) شهواني !! بمعنى أنه يطارد الحب ويبحث عنه من أجل هدف واحد وحيد أوحد هو : الجنس .. أو لنقل الجسد الأنثوي (في معظم الحالات!) .. أنها الحقيقة وقد يرفضها الجميع وقد يتعارض معها .. إلا أنها حقيقة مجردة وصريحة ومباشرة ولا زيف فيها .. أي لا مجال للتملق الأنيق بغرض ستر الحقيقة ! الذكر هو حيوان أنيق يعرف كيف يصل إلى غايته جيداً وبمنتهى التمكن ، بل أنه تفوق على الحيوانات جميعها بأنه الكائن الوحيد الذي جعل ضحيته أو فريسته تأتي إليه بكامل إرادتها لكي يلتهم جسدها في تمهل في سبيل الحصول على بعض العاطفة ! مهما تأدب الذكر أو تنكر برداء البراءة هو دوماً يخفي بداخله حيوانه الخاص والمسعور للحم الأنثوي ! الأكاذيب والمنافقة هي طرقه الخاصة يستعملها للتسلل إلى قلب الأنثى تحت اسم (العاطفة) .. إلى أن تصدقه المسكينة بعدما أصيب عقلها بالإدمان العاطفي ويصرخ قلبها بالمزيد والمزيد من العاطفة .. فيبتسم الذكر بانتصار وتجيبها عيناه – في خبث – بأن عليها أن تدفع مقابل خدمته العاطفيه ! على أي حال لن يمكننا بأن نلوم الذكر لكونه الذكر .. فغريزته تحكم عقله بينما الأنثى يقودها قلبها !! ويبدو أن أخينا (طيهون) سيضع ذكر الإنس في مأزق جاد بسبب سحب البساط من تحت مخالبه الحيوانية ! فمهما بلغت إمكانيات الذكر من خداع وتملق ، فأنه لن يستطيع مواجهة إمكانيات (طيهون) ! فهي معركة خاسرة بكل المقاييس ، يكفي بأن أقول أن مجرد المقارنة بينهما في مجال العاطفة الصادقة هي أشبه بمقارنة ضوء الشمس مع لهب شمعة وسط جو عاصف !! حسناً عزيزي الحيوان الإنسي .. لا تبكي على فريستك الضائعة منك .. فلدي حل يرضي كامل حيوانيتك وشهواتك الغريزية .. (هشيلوناه ماجنطهوزماخهه) .. أعلم أن نطقه صعب عليك .. لنقل بأن أسمها هو (شوشو) طلباً للاختصار (لي ولك !) .. (شوشو) أتعبتني كثيراً في تقصي حقيقة وضعها الغريب هذا , لكنني سمعت من مصادر جنية موثوق فيها بأن حدة طباعها وعصبيتها البالغة هما السبب فيما وصل إليه حالها .. (شوشو) تنتسب إلى عشيرة (ماجنطهوزماخهه) كما هو واضح من اسمها ، وهي عشيرة المردة العظام في عالم الجن .. أبيها هو الحاكم بأمر ضوء قمر المشترى الثالث .. (شوشو) إذن سليلة العظام والفخام من الجن الكوكبي .. فما الذي أقحمها هنا ؟؟ ما حدث معها هو أمر غريب تماماً بالنسبة لعالم الجن .. فقد تجرأت (شوشو) وأقدمت على عصيان أمر من المارد الأعظم (ماجنطهوزماخهه) والذي هو والدها أيضاً .. قلت من قبل أنها حادة الطباع وعصبية ، وأعتقد أن تصل بها العصبية إلى درجة عصيان الكوكبي الأكبر في العشيرة ! فما كان من والدها إلا أن ألقى عليها لعنة تجعلها خادمة لرغبات الجنس الفخاري الدنيئ (نحن البشر) .. ؟؟؟ تخيل معي عزيزي الذكر الحيوان بأنك تملك جني مسخر لرغباتك الشهوانية مهما بلغ درجة هبوطها الحيواني ! أنها (شوشو) .. كل ما عليك هو أن تتلو مفاتيح جلبها لتحقق معها جميع أحلامك الجنسية الدفينة .. تخيل نفسك وأنت تضاجع بلا حساب .. تخيل نفسك وأنت تضاجع سليلة (ماجنطهوزماخهه) ذاتها .. مهما بلغت درجة صفاقة أحلامك .. تأكد بأن (شوشو) قادرة على تحقيقها مهما بلغت ثقافتك الجنسية البائرة .. عليك أن تعرف أن (شوشو) هي الحل الأمثل لك .. هي مسخرة تماماً لذلك الأمر .. إيضاً بإمكان أن تأمرها بأن تتمثل لك على أي هيئة أو أي صورة .. فإذا كنت تفضلها نحيفة أو سمينة .. بيضاء أو سمراء .. شعر أسود أو شقراء .. (شوشو) تتجسد في كل الهيئات خصيصاً لك .. ليس هذا فحسب ! بل بإمكانها أن تتحور إلى أي صورة أنسية في مخيلتك نأنهت! نعم .. يمكنك أن تضاجع مطربتك المفضلة ذات القوام الممشوق أو ملكة جمال الكون أو حتى فتاة الإعلانات الأثيرة والمثيرة لمخيلتك منذ الطفولة .. كل ما عليك فعله هو أن تخيل جسدها للحظة وستجد (شوشو) بانتظار فحولتك وهي على هيئتها ! عش أزهى لياليك الحيوانية يا عزيزي الحيوان .. نافس بفحولتك وذكورتك أساطير الوغد الجنسي (هارون الرشيد) وجميع حيوانات أساطير السلطة القديمة ! هيا ضاجع وتضاجع وأدفن شرورك بين ساقي (شوشو) .. وخلص العالم – مؤقتاً – من همجيتك التي لا حد لها .. تذوق لذة الجنس الأسطوري كما يمليه عليك عقلك وخيالاتك الحيوانية الفجة .. ها هي الفرصة أمامك .. حققها مع (شوشو) .. فقط أخلع عنك قناعك الجلدي الزائف .. صر حيواناً يا عزيزي الأنسي .. كن طبيعياً وتصرف حسبما أملته عليك قوانين الطبيعة ! أخرج الحيوان بداخلك .. مع (شوشو) .. نسيت أن أذكر : مع (شوشو) أنت لست بحاجة إلى أقراص زرقاء لكي تنمي فحولتك .. ولست بحاجة إلى تحويجة سرية أو (حجر جهنم) أو حتى خلطة سحالي مطحنونة .. (شوشو) قادرة تماماً على إبقاء "مدفعك" متأهباً طوال الوقت ! هذا جزء من لعنة (ماجنطهوزماخهه) .. أن تكون هي مسخرة لخدمة الإنس الفخاري في أي وقت شاء الإنسي .. كما أنك لست بحاجة لأوقية ذكرية تمنع حدوث حمل وخلافه .. فمهماً بلغت درجة حيوية ونشاط (منوياتك) فلن تداعب بويضات (شوشو) .. لسبب واحد فقط .. أنها ليست أنسية مثلك ! فلا داعي للفذلكة ولا تدع القلق يعتريك عزيزي الحيوان ! كما قلت من قبل : فقط كن أنت بكامل حيوانيتك ! عيوبها : طريقة تصريفها : لا توجد طلاسم معينة لصرف (شوشو) .. فقط عليك أن تتمسك فيما تبقى لك من بقايا إنسانيتك ! نعم .. عليك أن تتمنع في الإنقياد لشهواتك .. عليك أن تبتعد عن (شوشو) ولا تلبي ندائها كلما أظهرت لك صدرها الأبيض البض .. عليك أن تعمي بصرك عن تألق حلماتها الوردية ورائحة شعرها النسيمية ! إذا ما قاومت كل ذلك فثق تماماً بأن كرامة (شوشو) الجنية المتأصلة من كرامة آل (ماجنطهوزماخهه) ستمنعها من الحضور إليك مرة أخرى .. لا تتعجب ! الجن أيضاً لديهم لحسة متبقية من الكرامة .. ربما أنت وحدك من يفرط في كرامته بكل استهتار أيها الذكر الإنسى ! طريقة إحضارها : في أي ليلة (وليس نهار) .. قف عارياً تماماً وسط غرفة مظلمة تماماً وردد ما يلي : بحق لعنة (ماجنطهوزماخهه) .. بحق حكمة (ماجنطهوزماخهه) .. أحضري يا ملعونة سلف (ماجنطهوزماخهه) .. أحضري كي أتم عليكي لعنتك بما يرضي (ماجنطهوزماخهه) .. ها أنا الفخاري إبن الإنس الوضيع إليكم .. أدعوكي للحضور ذاعنة مذعونة لحماً وجمالاً .. أدعوكي أميرة أسيرة في فراشي .. (ماجنطهوزماخهه) أضد هيكعاروس ماخيد .. (ماجنطهوزماخهه) هاروخ بادع ماخيد .. (ماجنطهوزماخهه) ماح أح طاح أوف .. (ماجنطهوزماخهه) .. (ماجنطهوزماخهه) ؟! * * * * * (3) في طفولتهما .. كانا معاً مثل أي صديقين حميمين .. في طفولتهما .. لما يكن يفرقهما إلا روحيهما كانتا في جسدين مختلفين .. في طفولتهما .. كانا أبناء عمومة .. لكنهما تخطياً المراحل الأسرية بدرجات .. كانا أقارب بدرجة أصدقاء .. في طفولتهما .. كانوا يطلقون عليهما : هيبسيس .. و إبليس .. ... في مراهقتهما .. دام الحال ولم يتغير .. في مراهقتهما .. تعرفا معاً على (سيرليس) الجميلة .. في مراهقتهما .. عشقها هيبسيس سراً .. في مراهقتهما .. أستأثر إبليس بـ سيرليس .. في مراهقتهما .. تحطم فؤاد هيبسيس تماماً .. ... في شبابهما .. أصبح إبليس عدو هيبسيس اللدود .. في شبابها .. تجاهل إبليس صديقه السابق .. وتركز هدفه على مآرب أخرى .. في شبابهما .. أزدهر أسم إبليس كثيراً ولمع بريقه بين عالم الجن العظام .. في شبابهما .. تحطمت أسطورة سيرليس الجميلة .. ولم يتبقى منها سوى أشلاء متناثرة .. في شبابهما .. نسي الجميع اسم سيرليس تماماً .. وصارت تدعى بـ (أحمق الأغبياء) .. لأنها تصورت أن إبليس يهتم بالمشاعر .. أو ربما تصورت أن إبليس مثله مثل هيبسيس .. صادق فيما يقول .. ولكن .. أين هيبسيس ؟؟ ... ربما حار الجميع في معرفة مكان هيبسيس ، إلا أنني تمكنت بمعرفة الأجزاء الباقية من القصة الملحمية .. هل تريدون معرفة الباقي ؟؟! حسناً : في قديم الأزمان .. (مع أنه لا يجوز لي استخدام لفظ زمن هنا .. فأنا أتكلم عن حقبة لم يولد الزمان .. ولا حتى المكان .. أنا أتكلم عما حدث قبل بداية الكون نفسه .. حاول أن ترتقي قليلاً بخيالك لتصل زمان لم يولد فيه الزمن بعد .. وحاول تصور وجود الوجود والذي لم يوجد بعد !!) عندما تحطم فؤاد هيبسيس في مراهقته من (سيرليس الجميلة) .. وعندما تكفلت خيانة أعز أصدقاءه (إبليس) بتفتيت ما تبقى له من فؤاده .. قرر (هيبسيس) الابتعاد عن اللامكان اللامتواجد عن عشيرته بأكمله .. قرر هجر الجن كلهم .. وبلا عودة .. لذلك انتقى بقعة لامكانية في أطراف العدم .. وقرر السكون فيها إلى أمد الأمد .. (لم يوجد الأبد بعد .. ولم يتواحد الوجود ذاته كما ذكرت أنفاً) .. تكفلت جروحه بإغلاق عينيه عما يحدث في العدم من حوله (كثير من اللبس العبثي في كلامي .. أليس كذلك ؟؟!!!) .. بطريقة غامضة شعر (هيبسيس) بأن هناك شيء ما يحدث .. شيء ما يتغير في العدم .. فتح عينه قليلاً .. فرأى شيئا غامضاً يحدث (فيما بعد عرف أنه يدعى الانفجار العظيم!) .. وشهد وقتها ميلاد الزمن والمكان .. أيضاً شهد ميلاد الوجود .. لم يكترث كثيراً .. فأعاد غلق كيانه مرة أخرى وبقى في مكانه .. شعر بأن الزمن يمر .. شعر بأنه يشغل حيز من الفراغ .. ففتح كيانه مرة أخرى ونظر حوله .. من مكانه التقطت حواسه رائحة شيء ما مألوف من حوله .. (إبليس) .. إبليس قريباً منه .. أنه يتواجد في أماكن عديدة هناك في تلك البقعة الزرقاء العجيبة .. تفجرت بداخل (هيبسيس) مشاعر غريبة عنه في تلك اللحظة .. إنها مشاعر تقارب في قوتها (الانفجار العظيم) .. إنها مشاعر عنيفة وقوية وهادرة تسمى عندنا نحن (الانتقام) !! لذلك أنتفض (هيبسيس) بقوة .. وأطلق صيحة عظيمة مفادها واضح .. وأنطلق من فوره إلى البقعة الزرقاء .. حيث يتواجد عدوه .. إبليس ! ... هيبسيس (غير معروف الكنية!) : على عكس (إبليس) الأرعن .. أكتسب (هيبسيس) حكمة ونضج خلال تواجده في عزلته .. كما أنه يملك صفات معينة غير متواجدة في عشيرته .. فهو بإمكانه التخفي بدرجة لا يراه فيها الجن أنفسهم .. سرعته معدومة تماماً ، وذلك لعدم جواز قياس حركته بوحدة (السرعة) .. هو تخطى ذلك تماماً ! (يمنعني سني وعقلي بوصفه بـ " سوبر مان عشيرة الجن" !) .. هنا أعود لك وأسألك : هل تؤمن بمقولة (عدو عدوي هو صديقي) ؟؟ إذن يا عزيزي الإنسي إليك الطريقة التي ستكفيك شرور الوغد (إبليس) المارق .. إليك هيبسيس بذاته ! جاء لينتقم من الأحمق الخائن (إبليس) بكل قوة أوتي بها .. جاء ليثأر لنفسه .. وأيضاً لما حدث لساكنة فؤاده (سيرليس الجميلة) .. لا تخشي يا عزيزي .. لن يكون هناك عنف أو قسوة في عالمك (كأنه ينقصه مزيداً من الحروب والدماء والعنف) .. إنتقام (هيبسيس) مركز على كيان إبليس الناري .. فهو – هيبسيس – يهدف إلى إذلاله وذبذبة أفعاله ووسوساته تجاهك أنت .. وكلها بطرق مهينة للغاية إلى المسكين (إبليس) .. وكلها تحدث أمام عينيك أنت .. مثال بسيط : قد تكون في حالة خمول عقلي مؤقت .. فأصبك حالة (تثاؤب) قوية ليدخل الأكسوجين إلى جسمك لا إرادياً ، وبالتالي يكتسب عقلك بعض الهواء ليكمل وظفته معك ! ربما منعك خمولك لعدم وضع يدك على فمك (إذا كنت وحيداً) .. في هذه الحالة سيهرع الطحش (إبليس) ليتبول في فمك باعتباره (مبولة عمومية لعشيرة الأبالسة الأوغاد) .. وهنا .. سيظهر صديقك (هيبسيس) ويضع (كافولة) على وسط (إبليس) ليمنع عنك البلل الناري الحارق (في بعض الأحيان يستعين هيبسيس ببعض منتجات الإنس مثل "بامبرز وكادليز" بعد تعديلها لتناسب وضع أعضاء إبليس البولية !!) ولك أن تتخيل حنق وسخط (إبليس) في تلك اللحظة .. ولا تفوت رؤية ابتسامة (هيبسيس) الساخرة والشامتة في تلك اللحظة .. كان ذلك مثال بسيط على إمكانيات (هيبسيس) .. والباقي لكم أنتم يا أعزائي .. كونوا في أمان دائم معه .. عيوبه : طريقة تصريفه : حتى الآن لم أتوصل لطريقة فعالة في تصريف (هيبسيس) .. فهو خارق كما أسلفت من قبل .. ولا تطبق عليه قواعد الجن المعتادة .. باختصار : هو جن لا يصرف .. ولا يستبدل ! طريقة تحضيره : سري للغاية .. * * * * * برغم خبرتي الطويلة في العلوم الماروائية والأمور الخفية على العوام مثلكم .. إلا أني أدركت بديهياً طول هذا الموضوع حتى الآن (برغم أني تحدثت على ثلاثة من الجن فقط!!) .. شعرت بطريقة أو بأخرى بإجهاد عضلات أعينكم يا أعزائي وهي تطارد الحروف وهي مرتبطة في كلمات .. وهرعت وراء الكلمات في ثنايا السطور .. وانتقلت هابطة في رشاقة من سطر إلى سطر .. لا تدعوا مقدمة الموضوع – الطويلة – تعطيكم انطباع لكوني شخص جاف ومتلبد المشاعر .. لذلك رأفة بكم سأكمل الأربعة وثلاثون جناً في مواضيع أخرى تالية .. كما أنني لا يمكنني أن استغل سذاجة صاحب هذا الموقع (عرين الغضب) وإقحام نفسي عليه بثقل ضيافي سخيف .. سأعود مرة أخرى إليكم .. سأعود لأتكلم عن أغرب أهل الجن قاطبة .. (سرسعيل) .. وأيضاً الجنية (مالاهارا) العجيبة .. ولا تفزعوا من صفات المجلم (خومهان) الغاضب .. كله سيأتي لاحقاً .. مع وعدي بعدم ذكر خزعبلات عالم الجن أمثال (شمهورش العبيط) .. أو ذكر ألفاظ ساذجة مثل (دستور يا أسيادنا) .. أو حتى إقامة طقوس تافهة ومخجلة مثل (كودية الزار) وما شابه ذلك من خرافات حمقاء .. تحياتي .. ع. ب. و. ز.
14/1/2009
التربيع المعلول .. في عالم الجن المجهول !!
بقلم :
wael
at
12:04 م
29
التعليقات
18/12/2008
إلى مجسد الجمال : أوجست رودين !
عزيزي (أوجست رودين) .. يشرفني أن أكتب إليك بعد مضي حوالي اثنان وتسعون عاماً على وفاتك (وأرجو أن تعذر لي تأخري هذا ) .. أفتخر بأني تشرفت بمطالعة تحفة برونزية ولدت على أصابعك ومطرقتك وأزميلك .. وأسمح لي بأن أختص أحدى تحفك العظمية في موضوعي هذا .. عزيزي (أوجست رودين) .. أنا أتكلم عن تمثال يتكلم فكراً عظيماً ، وينطق معاني صامتة .. تمثال تمثلت فيه أبدع أنواع التمثيل الجسدي والفكري معاً في تماثل وتجانس بديع ونادر .. (المفكر) .. هذا اسمه يا عزيزي .. أو كما سميته أنت .. أو كما سمي التمثال نفسه ! عزيزي (أوجست رودين) .. لن أقحم في موضوعي هذا رواسب أفكار قومي عن الفن والجمال خصوصاً فن النحت ! لذلك سأحاول تسمية تحفتك هنا بـ (تمثال المفكر) وليس (صنم المفكر) .. أيضاً سأحاول إخراس الأفواه الغوغائية من قومي إذا تفوه أحدهم بكلمة (عورة) بمجرد رؤيته لتمثالك .. فنحن قوم معروف عنا بأننا نداري الجمال بالقبح ، ونزين القبح بجمال زائف ! عزيزي (أوجست رودين) .. لعلك تتفق معي بأن هناك أشياء معينة في عالمنا لا وطن لها ولا حتى لغة أو ديانة محددة ، (النار ، الحب) هما أوضح مثال لما أقول يا عزيزي .. فدعني أضيف لهما كلمة (الفن) في موضوعي هذا .. (أوجست رودين) .. دعني أتساءل وأنا أتطلع إلى تمثالك هذا : كيف ؟! كيف خلقت من أشلاء البرونز كل المعاني المعروفة لكلمة (فكر) ووضعتها في تحفتك هذه ؟ كيف جعلت معدناً يفكر بهذا العمق ؟ كيف جعلتني أنا أفكر فيما يفكر تمثالك المفكر هذا ؟ بما كنت تفكر أنت وأنت تقوم بصنعه يا رودين ؟ لماذا لم تتم صنعك وتجعل تمثالك يتكلم ويقول عما يشغله لهذه الدرجة ؟ هل تستمع بإغاظتي بتمثالك يا رودين ؟ هل أنت سعيد وأنت ترى الحائرين وهم ملتفين حول (مفكرك) هذا متخذين نفس وضعه ؟؟ لماذا تضيف سراً أخر يعذبنا في حياتنا المعذبة أساساً ؟ من يعطيك الحق – وحدك – في معرفة غموض ذلك التمثال ؟ أأنت فعلاً من صنع هذا التمثال ؟ أم هو من صنعك ؟ لماذا لم تكتفي بعمل تمثال (عروسة بحر) عاري الصدر ؟ هل ضقت ذرعاً بتساؤلاتي هذه ؟ إذن سأشفق عليك عزيزي رودين ، برغم قسوتك أنت علي أنا وعلى ملايين غيري .. سأسكت أنا الآن ، ودع أنت تمثالك يفكر .. سألتزم الصمت .. لعل تمثالك يتكلم .. عزيزي (أوجست رودين) .. أنا في انتظار ردك .. وائل عمر !
بقلم :
wael
at
12:42 م
1 التعليقات
Labels: تأملات
23/10/2008
عملاق ينام بعيون متسعة ؟!
شاهدت منذ فترة قريبة فيديو قصير جداً أوقعني في حبائل ذهنية رهيبة للغاية بسبب فكرته العميقة – برغم قصر مدته – والتي جمعت قواعد السخرية والواقعية والتجريدية والعبثية أيضاً .. هذا الفيديو سيكون أساس لا يمكن إنكاره لهذا الموضوع ! بناءاً عليه فضلت إثارة الحواس التخيلية لديك أنت ! لذلك قررت وصف الفيلم هنا عوضاً عن إدراجه بين ثنايا الموضوع .. لنقل أني أهديك دار عرض خاصة (سينما) داخل تعاريج مخك ! لنبدأ الوصف : المكان : تلتقط الكاميرا عدة مشاهد سريعة من زوايا مختلفة لمركز تجاري راقي وفخم (Mall) .. يمكنك الجزم بأن هذا المركز الأنيق لا يتواجد في دولة عربية ! بل في أحد الدول الأجنبية (تقريباً أمريكا) .. وذلك بسبب تلك الملامح الغريبة والبعيدة عن ملامح سكان الشرق الأوسط ! أشخاص منهمكين في الشراء هنا وهناك .. بعضهم مشغول بمشاهدة واجهات المحلات الفخمة وبعضهم يتحادث أثناء تجواله بلا اكتراث أمام المحلات ! لقطة سريعة لبعض الأطفال وهم يلعبون بأرجوحات بلاستيكية في سعادة وبراءة طفولية تناسب سنهم .. تتقدم الكاميرا ببطء نحو أحد السلالم الكهربائية التي تتوسط المركز التجاري ! بإمكانك تمييز جمع من الناس يقارب العشرة أفراد يستقلون هذا السلم .. أعمارهم مختلفة نوعاً ما .. هنا سكنت حركة الكاميرا تماماً وعدستها مركزة على ذلك السلم ! بإمكانك مشاهدة حركة السلالم الكهربائية وهي تتصاعد في وضوح تمام ! أيضاً يمكنك مراقبة ملامح هؤلاء الأشخاص .. وبالتالي تعبيرات وجوههم ! وفجأة .. تعطلت حركة السلم الكهربائي وتوقف عن العمل !! بدأت معالم الاستنكار على من يستقلون ذلك السلم .. وبدأت صيحات السخط تتصاعد .. أحدهم طرق بعصبية على سياج السلم محاولاً تنبيه أحد المسئولين عن السلم لتدارك إصلاحه .. إلا أن برهة ليست هينة من الوقت مرت دون أن يعمل السلم مرة أخرى !! ولا يزال مرتاديه في مكانهم لا يتحركون ، بعضهم جلس في مكانه على درجات السلم في يأس مستسلم .. وبعضهم مازال محتفظاً برباط جأشه في صبر مشوش .. مرت ساعة حتى الآن .. والوضع كما هو .. إلى أن وصل فريق الدعم الفني وبدأ في إصلاح العطب في السلم .. وتنفس الجميع الصعداء عندما عادت الحركة إلى السلم مرة أخرى .. بعض من الجمع الغفير أخذتهم الحماسة وصفقوا بحرارة إلى فريق الدعم الفني الشجاع .. انتهى الفيلم بعبارة مقتضبة مفادها : لا تعليق .. هنا انتهى دور الفيلم في موضوعنا هذا .. إلا أني أرغب في تجاهل العبارة الأخيرة منه .. وسأستمر في التعليق عن الموضوع .. ولكن بطريقتي أنا .. * * * * * في ثمانينات القرن التاسع عشر – أي ما بين عام 1880 وحتى عام 1889 – وقف لورد في مجلس اللوردات الإنجليزي يطالب بحرق مكتب (براءة الاختراعات) أو حتى هدمه !! وذلك لأن الإنسان توصل- عن طر يق العلم – إلى قمة الاكتشافات التكنولوجية الممكنة !! فقد تم اختراع القاطرة البخارية ، والتليفون ، والمراجل العملاقة ، وكاميرا التصوير الفوتوجرافي ، التلغراف البرقي ، والمناطيد الطائرة ، وأجهزة التكييف ، والعديد من الاختراعات الأخرى المفيدة .. وبناءاً عليه طالب ذلك اللورد بإلغاء فاعلية مكتب براءة الاختراع لعدم وجود فائدة منه فيما بعد .. في عصرنا الحالي يمكننا إطلاق مصطلح (عبيط) أو (أهبل) لوصف ذلك اللورد دون أدنى إحساس بالذنب أو وجود وازع لتأنيب الضمير .. فأقل مقارنة بين حياتنا المعاصرة الآن وبين الحياة منذ مائة سنة ستؤكد (عبط) أو (هبل) هذا الرجل بالتأكيد ، ربما ستفضح هذه المقارنة غرور الإنسان نفسه وانبهاره الأرعن بما يقوم به من اختراعات ! دعنا نختصر المائة عام هذه ونجعلها عشرين عاماً فقط ! فقط عد بذاكرتك للخلف مجرد عشرين عام.. ستجد لديك فرق هائل وملحوظ فيما يسمى (الرفاهية الحياتية) .. فرق رهيب ما بين اليوم وأمس .. اختراعات عديدة بدأت تفرض نفسها بنعومة في حياة كل شخص منا ، حتى أصبح وجودها حتمياً بالنسبة لنا .. وبالتالي أصبح غيابها عبئاً رهيباً وخطيراً إلى معظمنا .. كيف ؟؟! سأقول لك .. * * * * * إذا كان عمرك تخطى السادسة عشرة عاماً .. فأنت إذن تعي حقبة معينة وقريبة من الآن كانت الحياة تختلف فيها بطريقة ملحوظة جداً عن الوقت المعاصر .. في تلك الحقبة كانت العائلات تمتلك – مثلاً – خط تليفوني واحد في كل بيت ! وكان هذا الهاتف ثقيلاً نوعاً ما ، وكان يعمل بقرص دائري يحتوي على أرقام تستخدمه في طلب من تريد محادثته ! وكانت الخدمة التليفونية وقتها سيئة للغاية (الله يرحم يا بتوع المصرية للاتصالات) !! ويعتبر حظك عاثراً إذا وجدت الهاتف الذي تريد طلبه مشغولاً .. بالتالي يجب عليك المحاولة مرة أخرى (وأنت وحظك مع القرص) .. بعد ذلك ظهر هاتف يعمل بالأزرار بدلاً من القرص .. ثم أضيفت خاصية إعادة الاتصال (Redial) والذي اختصر المجهود والوقت الضائع في محاولة إعادة الاتصال .. ثم جاء عام 1998 .. وظهر في مصر عملاق رهيب وليد ثورة تكنولوجية اتصالاتية كادحة .. المحمول .. أو (الموبايل) كما هو شائع اسمه الآن .. طفرة رهيبة جداً لا يمكن إنكارها في عالم الاتصالات ! أصبح من السهل جداً الوصول إلى أي فرد ترغب في التحدث معه بمجرد الضغط على عشرة أرقام !! سواء كان هذا الفرد في بيته أو حتى في الشارع .. صار بإمكاننا التخلص من القيود (السلكية) والذي فرضها علينا هاتف المنزل الكئيب .. المحمول في جيب الجميع (مع الاعتذار للحملة الإعلانية لشبكة موبينيل التعبانة) ! ولم يتوقف التطور في المحمول عند هذا الحد فحسب .. فقد ظهرت أيضاً ميزة الرسائل القصيرة ، والتي تعتبر هامة نوعاً ما أيضاً بالنسبة لمفهوم الاتصالات .. الجميل في تقنية المحمول أنه بدأ من حيث انتهى الجيل السابق في علم الاتصالات .. فلم نصادف يوماً محمولاً له (قرص دائري) بدلاً من لوحة الأرقام مثلاً !! أو محمول له زر لفتح وغلق الخط كالتليفون العادي !! بل هو مسار تقني مستقل بذاته تمرد على تقاليد أبيه العتيقة والبدائية نوعاً ما مقارنة به .. ربما كان هو أول أبن (عاق) يستحق الإعجاب في التاريخ ؟! وتتوالى الطفرات الهائلة المنبثقة من تكنولوجيا المحمول لتحتل مكانها في جيوب حاملي المحمول .. ولا نملك إلا أن نصبر صاغرين في انتظار الجديد والذي يولد كل يوم بدون مبالغة .. ولم نستطيع أن نخفي شغفنا ولهفتنا وفضولنا إزاء (المولود التكنولوجي) القادم .. فكأننا نقف – في قلق – خارج باب (غرفة الولادة) التكنولوجية في انتظار انتهاء العلماء من استخراج (جنين) حديث من (رحم) العلم ! وما أن نسمع صرخات الوليد نهرع عليه ونحتضنه بكل لهفة وسعادة .. * * * * * العام : 1998 (أيضاً) .. ظهر نظام (Windows 98) إلى الوجود واحتل الصدارة من سابقيه : (Windows 95 & Windows 3.11) ! وبدأ العالم يتقبل فكرة اقتناء جهاز كمبيوتر في كل منزل .. في بداية الأمر أنتشر على استحياء .. ثم اجتاح العالم بلا رحمة واحتل اهتمام الناس دون استئذان .. وأصبح الكمبيوتر بديل طبيعي لعدة أجهزة منزلية كثيرة مثل (الفيديو ، الكاسيت ، ألعاب الفيديو ، الآلة الكاتبة ، التلفاز ، وأحياناً يحل محل الكتاب) !! وأكتملت المنظومة كلياً عند أنضم صديقاً أخر للتحالف .. أنه الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) ! أصبح من السهل على المرء فينا أن يجلس في حجرته أمام حاسوبه ، ثم يغادرها بسرعة البرق إلى أي مكان في العالم قبل أن يرتد إليه طرفه ! عادي جداً أن يعرف أخبار ما يحدث في أقصى الشرق من العالم ، وبعدها بثانية أخرى يتعرف على عادات وتقاليد شعب بأكمله يعيش في أقصى غرب العالم ! والوسيلة المستخدمة في ذلك هي (كابل ، حاسوب يحتوي على عدة أزرار) ! بالتأكيد لا حاجة لي هنا بمناقشة الإنترنت !! فأنت تستخدمه الآن بلا شك لقراءة هذه الكلمات !! سأبدو حينها بمن يستوقفك في الشارع وأنت تركب سيارتك ويقول لك : (أنت تركب سيارة لها أربع عجلات ، تسير بالوقود ، ولها عجلة قيادة ، وبها كلاكس ... الخ ) !! * * * * * من العبث أن أحصر الوسائل التكنولوجية الحديثة هنا !! ممكن أن نذكر أشياء يسيرة وبسيطة ترد على خاطرنا بسهولة كنتيجة للتعامل المباشر معها .. لدينا مثلاً : (أجهزة الاستقبال الرقمية المنزلية (الدش) ، الأقراص الممغنطة فائقة السعة (DVD) ، الميكروويف ، الوسائط المتعددة بأنواعها الكثيرة ، كاميرات التصوير بأنواعها المتعددة ، تكنولوجيا الفضاء ، وسائل المواصلات المرفهة ـ الأسلحة والمعدات الحربية .. والقائمة مفتوحة بلا انغلاق .. فمن بمقدوره أن يضع سداً أو حاجزاً للغزو التكنولوجي العارم ؟! أجمل ما في ذلك الغزو هو انسياقنا نحن إليه !! نحن من نهرع إليه ونتوسل له ليضعنا ضمن مملكته ! أما من هو بمنأى عنه وبعيد عن سطوته فأننا نصفه بقرف واشمئزاز حضاري بأنه (متخلف) عن الزحف التكنولوجي !! ؟؟؟ * * * * * امتحان مفاجئ .. أجب عن جميع الأسئلة الآتية في سرك واحفظ إجابتها مؤقتاً في رأسك لحين انتهاء هذه الفقرة : صف شعورك بالتفصيل عن حدوث حالة من الحالات الآتية : إذا راودك إحساس – ولو ضئيل – ضئيل بالهلع أثناء قراءة ما سبق .. فاسمح لي بأن أضيفك ضمن الأشخاص الذي يحتويهم الفيلم القصير الذي تكلمت عنه في بداية هذا الموضوع !! مرحباً بك في السلم الكهربائي !! على الأقل في مخيلتي أنا .. * * * * * من المؤكد أن قدراتنا العقلية والذهنية قد تأثرت تحت تأثير النزح التقني الذي يتوغل في عالمنا كل يوم ! في طفولتنا مثلاً كان باستطاعة معظمنا أن يجري عمليات حسابية باستخدام ذهنه فقط .. 13 × 2 = 26 .. كان الناتج يخرج من عقولنا بطريقة تلقائية تماماً .. ثم جاء ضيف أخر يسمى (آلة حاسبة) .. فاستخدمناه لإجراء عمليات حسابية معقدة ، هذه العمليات بمقدور العقل البشري إجراءها .. ولكنها تستغرق وقتاً طويلاً جداً لإجرائها .. كما أنها تحتاج لصفاء الذهن تماماً .. لذلك ابتكرنا هذه الأداة المساعدة لنا .. وكانت النتيجة أننا أصبنا بخمول ذهني .. فاعتمدنا على هذه الآلة في إجراء عمليات أخرى بسيطة نسبياً .. ومع الوقت أصيب العقل الحديث بالكسل أمام هذه العمليات الحسابية التافهة .. فأحياناً تجد شاب ناضج واقفاً في حيرة ويحاول حساب المتبقي من المائة جنية بعدما اشترى بما قيمته 83,35 جنية .. هل الباقي هو 26,75 جنية يا ترى ؟؟ الشاب يفكر ويفكر .. ويسعى جاهداً ألا يتعرض لمحاولة نصب من قبل البائع .. وإذا اخترقنا عقله أكثر وأكثر .. سنجد أن هناك إشارات كهربائية من مخه تصرخ قائلة فيه : « استخدم الآلة الحاسبة الموجودة في (الموبايل) يا عم أنت وخلصنا ..» ! باختصار شديد جداً .. لقد وقع معظمنا (وأنا معهم) فريسة لمرض مؤسف أسمه : الصدأ الحضاري .. فالتقدم التكنولوجي – بوسائله – يقدم لك الراحة وصفاء البال على وسادة فخمة وثيرة تتكئ برأسك عليها في خمول ناعس .. ثم يقوم عنك بأعمال كثيرة وعديدة .. وكل ما عليك هو الضغط على عدة أزرار مريحة هي الأخرى ! وتتركه يعمل أمامك في آلية مجردة .. وصل الأمر أنك تدعه يتحكم في أمور كثير في حياتك .. فأصبح يعمل أمامك .. ومن ورائك أيضاً .. ولو اعتمدنا على ما تبقى لنا من قدرات تخيلية ، فيمكننا مشاهدة التكنولوجيا برزت لها أنياب طويلة تتسلل إلى عقولنا .. ثم تبدأ بإذابة حواسنا واحدة تلو الأخرى في صبر رهيب تمتلكه آلياتها .. مارد رهيب جداً لكنه بسيط جداً .. مكون من قطع بلاستيكية وقليل من المعادن موصلة بدوائر سيليكونية لامعة .. ربما لهذا السبب تبلورت أفلام الخيال العلمي كلها في أن المستقبل سيشهد تمرد تلك الآلات على الإنسان وتبدأ في محاربته في تأني واثق .. لا مشاعر ولا مجال للحظة ندم واحدة .. ويتركز دور الإنسان في تلك الأفلام على الصراخ والهلع .. ثم الهرولة هنا وهناك في تخبط حائر .. وأخيراً يموت في هدوء على قارعة الطريق بفعل أسلحة وحش آلي يتخطاه في هدوء لا مبالي .. ويراجع برمجياته بقصد البحث عن كائن أخر يزهق روحه في برود !! قد تكون هذه نبوءة تعلن نهايتنا على الأرض .. وقد يكون المستقبل أكثر رفاهية لنا .. إلا أن بوادر هذه التقنية مخيب للآمال .. فالتلوث في عالمنا ارتفع للغاية في القرن الأخير بسبب رفاهية البشر .. واختلف معنى الحروب – تماما – بسبب التقنية الحديثة في القتل الجماعي .. وانتشرت الأمراض المستعصية العديد على قدرات فهم وإدراك الإنسان .. فوقف أمامها عاجزاً يراقب آثارها المميتة ، ولا يملك إلا أن يقلب كفيه كدليل على العجز أمام بضع فيروسات تافهة لا ترى حتى بالعين المجردة .. لقد تحولنا إلى مدللين ننعم بوسائل معيشية رغدة .. إلا أننا نبكي هلعاً بمجرد غيابها عنا .. في نفس الوقت لا نستحي بأن نعلن غرورنا بقدراتنا العقلية الفائقة .. غريب أمرنا هذا !! * * * * * مشهد مسرحي قصير جداً .. المكان : أبعد مما تتخيل ببلايين ملايين السنين الضوئية .. الزمان : لا يوجد ! ينحني دخان سرمدي على أذن ثقب أسود بجواره ويسأله في تعجب وهو يشير إلى نقطة ما بعيدة : ينظر الدخان السرمدي في حيرة إلى الثقب الأسود .. فبادله الثقب الأسود نظرته في هدوء .. ثم غمز له في خبث وثقة .. وهنا استشف الدخان السرمدي مغزى كلامه .. فتبادلا معاً ضحكة ساخرة طويلة وقاسية .. ؟!
بقلم :
wael
at
1:00 م
3
التعليقات
8/10/2008
الخوف الأعظم !
من أكثر الأحاسيس مشاعاً بين الجنس البشري – قاطبة – هو الإحساس بالخوف ! وقد بدأ معه هذا الإحساس منذ بداية تواجده على هذا الكوكب ، عندما بدأ يعي معنى الإحساس بالزمن والألم والشبع والحب وما إلى ذلك ! إلا أن الخوف قد تسيد على شعوره بطريقة مبهمة وقوية ، فقد بدأ يخاف من البيئة المحيطة من حوله (كالظواهر الطبيعية التي فشل في تفسيرها وقتها) ، أو الخوف من الحيوانات كلها ..ثم بدأ يميز الحيوانات التي يمكن استئناسها والسيطرة عليها ، وركز جام خوفه من الحيوانات الشرسة والمفترسة بعد أن فشل في ترويضها !! وعندما بدأ الإنسان يعيش في جماعات ، أنتشر خوف الضعيف منهم من القوي فيهم ، وانتشر مفهوم الخوف على منهجية أكبر قليلاً .. ومع نمو الزمن وانتشار الإنسان على الأرض .. بدأ مفهوم الخوف يتسع ويزداد معه أينما ذهب ! وكلما ولدت حضارة جديدة في منطقة أخرى ، زحف الخوف معه كأنه رفيق محتوم ومختوم على وجود الإنسان ذاته .. المجهول .. هو أكثر ما يؤرق الإنسان .. فمصيره مجهول ، ولا توجد وسيلة جادة وفعالة لكشف ذلك المجهول .. لهذا بدأ الإنسان يتجه إلى السحر ! وأبتكر وسائل عجيبة للتنجيم وكشف الغيب !! إلا أنه تمرد عليها – كدأبه – وحاول التوصل إلى وسائل أخرى أكثر فعالية من مجرد (أوراق كوتشينة أو بلورة سحرية) ، وبدأ يستعمل ما بحوزته من العلم ليشق بحار المجهول الطلسمية العميقة .. كم هو كائن مثابر !! وهنا لا أريد التوغل في أفرع الخوف المتشابكة (الفزع ، الهلع ، الرعب ، الارتياع ، الرهاب .. الخ) ، فالقائمة مفتوحة باتساع رهيب ولا يمكن حصرها ببساطة مهما بلغت درجة تخصصي ! إنما أردت هنا التكلم عن جزء يسير منه .. لنقل أنه مجرد (شيء من الخوف!) وليس الخوف كله .. * * * * * « كل منا له وحش معين يعبر عن خوفه !! » .. في ثنايا العقل الباطن صور تقريبية ومبهمة لوحوش عديدة كنا نرهبها في طفولتنا !! فعندما أكتب أنا كلمة لها علاقة تخيلية مخيفة لطفولتك .. فأنت تتخيلها بطريقتك الخاصة حسب ما يمليه عليك عقلك الباطن .. مثلاً إذا قلت : (أمنا الغولة) ثق تماماً بأن مخاوف عديدة قد تكتلت عليك في طفولتك ثم اختزنت في عقلك الباطن وكونت لديك صورة مجسدة عن الخرافة المسماة (أمنا الغولة) !! فلا يعقل أن تتخيل (أمنا الغولة) على أنها (بيضاء البشرة – شقراء الشعر – زرقاء العينين – هيفاء القوام) .. بل هي مزيج من ألعن واقبح الذكريات المختزنة من رواسب طفولتنا المرعبة .. ولهذا السبب فإن كل شخص منا له وحشه الخاص في مخيلته .. سواء كان (أمنا الغولة) أو (أبو رجل مسلوخة) أو حتى (النداهة) .. كلها وحوش فردية وغير موحدة الهيئة ، تتكالب عليك لترضخ – أنت – تحت اسم الخوف !! حاول أن تتذكر وحشاً ما أثار لديك مشاعر الخوف المبهمة ! ليس بالضرورة أن يكون بشع الخلقة أو وحش ذو أنياب ومخالب ، ربما كان هذا الوحش مجرد (وحش معنوي) .. هل تستغرب من وصف (وحش معنوي) ؟؟ إذن دعني أعرفك على الوحش الخاص بي أنا .. ؟ هذا هو الوحش المرعب الخاص بي .. وقد جسدته لك في السطر السابق !! نعم .. أنه علامة الاستفهام !! هذا هو وحشي الخاص !! هذا هو خلاصة مخاوفي المعنوية في الدنيا كلها !! هذه العلامة البسيطة ترمز – ببساطة – إلى كل مجهول في هذه الدنيا .. أنها تبدو كالسور الفاصل بين المعرفة والجهل .. فقبلها يكمن المنطق .. وبعدها تبدأ التساؤلات ! قبلها تربض الراحة .. وبعدها تركض الحيرة ! قبلها تحوي جملة من سطر واحد .. وبعدها تولد آلاف اللغات الغامضة .. أقترب معي قليلاً إلى (الوحش) الخاص بي .. * * * * * الآن أنا في صحرائي الفكرية .. تائهاً وحائراً بالإضافة إلى كوني وحيداً فيها !! أنها صحراء من نوع خاص ، صحراء جدباء جرداء وقاسية .. صحراء صغيرة تحيط بها صحراء أكبر ! اللون الأصفر يفترش الأرض من حولي ، ولا لون مميز لسمائها !! يملأني شعور الرهبة وأنا أركض هنا وهناك بلا هدف ! فهنا لا معنى لكلمة (أنحاء) أو حتى (رحاب) .. فكل مكان حولي يدعي (هنا) .. لا أسماء ولا عناوين !! الرمال من حولي عبارة عن أفكار متناثرة .. ملايين وملايين من الأفكار تنتظرني في صبر وتؤدة ! بعضها نجحت في تشكيلها بطريقتي الخاصة سواء في حياتي الخاصة أو على مدونتي الشخصية !! أحياناً أبني من تلك الرمال قصوراً فكرية متفردة لمجرد المتعة ، ثم سرعان ما أحطمها عند أول شعور بالملل !! من هنا .. ولأول مرة يظهر الوحش الغامض .. يقف في خيلاء وسط صحرائي .. أذهب إليه خائفاً محاولاً استكشافه .. أنه ضعف حجمي تقريباً ! وكلما اقتربت منه كلما ذاد حجمه ونما إلى عنان السماء ! ما هذا الوحش الغريب والمخيف !! أطوف من حوله منبهر الأنفس ! لعلي أفلح في كبح جماحه اللامتناهي هذا !! أطوف .. وأطوف في قهر .. أحياناً أسعى حوله وتسبقني دموعي .. وغالباً ما يحركني جنوني وطيشي ! « ما هي كينونتك أيها الوحش ! أما لك من نهاية لعليائك !! » عبارة أتمتم بها في قنوط عندما يتملكني التعب والسأم ! أرددها في غضب هادر لكنه مستكين وبائس ! وأخيراً .. أقترب منه في بأس عازماً على إنهاء أمره معي ، أو إنهاء أمري أنا معه ! أتسلقه في وهن ممضي .. وأصل إلى حافته الزلقة في فرح .. متخذاً وقفة صامدة وأطلق صيحات النصر الغرير ! وعندما يشتد علي التعب .. فأني أهبط قليلاً إلى وسطه المنحني .. أنظر نظرة أخيرة إلى السماء في نشوة عابرة .. ثم أنام متكوراً متخذً وضعاً جنينياً وأنام في أحضان وحشي العزيز ! ذلك الوحش الذي جاءني مختفياً في علامة عادية .. علامة (تعجب) أصابها الالتواء في نصفها الأعلى ! فتحورت ووصلت إلي بشكل علامة استفهام! أنه وحش لا يمكن هزيمته طالما دارت العقول .. أنه وحش جدير بإطاحة أي عقل حاول التمادي أكثر من اللازم منه ! أنه وحش يأتي إليك في لهفة جذلة طالما أنك نطقت بالكلمة السحرية والسرية لاستدعائه : « لماذا ؟ » . * * * * * « القمع » .. هذا ما تربينا عليه في طفولتنا العربية .. قمع فكري من جميع النواحي الحياتية ! منها مثلاً القمع الديني ! فأحياناً قد تراودنا تصورات وتخيلات في مسائل الدين .. وبحكم كوننا أطفال ، فأنا لا نضع حداً معيناً لتفكيرنا .. أنه تفكير مطلق في أبسط صوره !! من حقنا أن نتخيل أي شيء .. وأياً كان !! لكننا نصطدم أحياناً بتعنت الكبار وانغلاقهم .. فيتم إخراس هذه الأفكار في أدمغتنا الصغيرة توطئة لذبحها بلا شفقة .. أو حتى دفنها وهي حية في رؤوسنا .. ومع الوقت تموت هذه التخيلات تماماً .. ويتم التمهيد لعقلية الطفل كي يتحول ويتحور وينضم إلى عقلية الكبار .. ويصبح واحداً منهم يشابههم في نفس العقلية وطريقة التفكير .. دون أن يكون له الحق في التفكر أو التدبر .. بالنسبة إلى أنا .. تحول (الدين) إلى ديكتاتور مجرد وقاسي لا يقبل المناقشة إطلاقاً .. ديكتاتور اختلطت فيه خزعبلات سخيفة وتعاليم هوجاء مع سماحته وسموه ! فكان الناتج طلاسم غير مقبولة إطلاقاً إلي .. وكلما سألت : « لماذا ؟ » أو « كيف؟ » . كانت الإجابة المعهودة من الكبار : « لا تسأل .. ولا تتساءل .. فقط أمتثل لما نقوله لك وما نمليه عليك » . لحظتها كان الوحش (؟) يتمثل إلى من العدم ، وينظر إلي في سخرية واضحة وشامتة في نفس الوقت ! ثم بدأ القمع ينمو وينمو .. حتى أحتل مجالات شتى في حياتي .. العادات والتقاليد ، السياسة ، حرية التعبير ، الحرية الشخصية .. وكلما كبرت في السن ، كلما كان علي أن أقدم قرباناً من حريتي تحت مذبح (القمع) .. ودون أن أتسائل ! ومع الوقت .. بدأ وحشاً أخر يولد بداخلي !! وحشاً خلقه أفكاري ، وحرصت أن يكون ذلك الوحش مروضاً لإرادتي أنا ! وحشاً مستأنساً أعددته خصيصاً لمحاربة وحش أخر لا يرحم ! أنه : (الغضب) . عندها أعود مرة أخرى إلى صحرائي .. وأدق طبول الحرب أمام عدوي ! استعين بالغضب من أجل هزيمة المجهول القابع في وسط كياني الفكري ! الغضب ! عملاق أخر جدير بتحرير أفكاري الخاصة من تحت فلول ذلك الوحش القاسي ! معارك وصولات عنيفة تدور من أجل تحرير إجابات أسرت – قسراً – وراء هذا العدو ! أنا وحدي .. والغضب حليفي .. أمام العدو المجهول ! فمن سينتصر يا ترى ؟؟؟
بقلم :
wael
at
11:44 ص
9
التعليقات
10/9/2008
نصب من نوع أخر !
يُحبّذ إلي أثناء جلوسي في المترو بأن أمارس هوايتي المفضلة في هدوء !! وهي هواية أمارسها – دائما – عند شعوري بالملل أو بالفراغ أو حتى بالاكتئاب ! ألا وهي: (الشرود) أنه يأخذني بين طياته إلى عالم خاص بي أنا فقط ، عالم خيالي جامح ولا حدود له .. عالم ينتظر أوامري أنا لكي ينشأ من العدم .. ثم يبقى متحفزاًَ في انتظار إشارتي لكي ينتحر في لحظات بعدما أنتهي أنا من شرودي هذا !! كثيراً ما أوقعني هذا الشرود في مشاكل جمّة لا حصر لها .. أهمها أني أحياناً أشرد وتتجمد عيناي في اللامكان المرئي !! فمن الجائز أن تتسمر عيناي على عين رجل يجلس أمامي وهو في استسلام متراخي ! أو قد تستقر عيناي دون قصد مني على صدر ناهد لفتاة جميلة !! ولكم أن تتخيلوا كمّ النظرات التي تتماطر علي ظلماً عقاباً على تطفلي هذا الغير مقصود .. ومعهم حق في هذا ! بناءاً عليه عودت نفسي أن أشرد إما في سقف عربة المترو ، أو على أرضيته !! أيضاً أحرص على عدم فتح أي حوارات مع جيراني في المترو .. فهم جيران مؤقتين ولن يجدي معي أي حوار يطرح في لحظات قليلة بغرض قتل الوقت أو تقليل الشعور بالمسافات بين المحطات !! هذا طبعي أنا .. وأنا أفخر به !! حتى حدث ما حدث في أخر مرة ركبت فيها المترو !! * * * * * كالعادة أنا في المترو .. أمارس شرودي الهادئ بنظرات شاخصة إلى أرضية المترو .. الأفكار تجري في سلاسة داخل مخي ولا تتأثر إطلاقاً باهتزازات المترو الأرعن والمتهرئ المفاصل كذلك .. وإذا بي أعود إلى الواقع – إجبارياً – عن طريق شيء ما مجهول يلقى في صرامة على (حجري) .. فنظرت إلى هذا الشيء لأجده عبارة عن قطعة حلوى (بونبون نعناع بالتحديد!) .. فالتقطه من على حجري وأنا أرفع عيني في بطء وغضب صامت وأبحث عن مرتكب هذه الفعلة الشنيعة في حقي .. من الحقير الذي جرؤ على مقاطعة وقتي الخاص بهذه الطريقة ؟؟ وتوجهت عيني إلى هذه السيدة التي ترتدي الشيء السخيف المسمى (نقاب) !! وكانت تنتقل بآلية جامدة من راكب إلى راكب أخر وتقذفهم بقنابلها (البونبونية) في قذف عشوائي غشيم ! إلى أن انتهت من أخر راكب .. ثم عادت بدورة عكسية لتجمع مرة أخرى ما ألقته منذ لحظات قليلة ! بعض الركاب تكرموا عليها بالمال على سبيل (الحسنة) .. والبعض الأخر أعاد لها ذخيرتها مرة أخرى كما هي ! بلا زيادة أو نقصان . إلى أن جاء دوري أنا .. أمسكت أنا قذيفتها الرديئة بأصبعي الإبهام والسبابة .. ونظرت إلى عينها بنظرة قرف عميقة المحتوى وبليغة المضمون .. وعقدت حاجباي إلى أقصى درجة ممكنة !! لكنها لم تكترث لكل هذا .. وأخذت الحلوى من يدي بلامبالاة .. حتى أنها لم تراعي أن لا تتلامس أصابعي مع أصابعي أنا !! لاحظت أيضاً أن ثمة طفل ينام في وداعة على كتفها !! انتهى أمر هذه المرأة معي بعدما غادرت عربة المترو ومعها حصيلتها المشحوذة .. وعدت مرة أخرى إلى شرودي والذي تركز هذه المرة على شيء واحد فقط : هذه المرأة ! * * * * * ما الذي قد يحدث إذا أعطيت هذه المرأة صدقة من باب الشفقة على حالها ؟؟ لا شيء .. فقط سأكون مغفل ساذج وضحية لهذه النصابة ! نصابة ؟؟ نعم نصابة ومحتالة كذلك ! فهي (نصابة) لأنها نصبت عدتها المتمثلة في (التسول) .. واستعانت بطفلها المسكين الذي لا ذنب له سوى أن هذه النصابة هي أمه .. و (محتالة) لأنها تحايلت على مشاعر الناس واحتالت على ضمائرهم باسم (الصدقة) ! أيضاً هذه الوغدة تسلحت بمنتج تافه ورخيص لا يضر ولا ينفع ، أنه مجرد حلوى لا طعم لها ولا تغني من جوع .. منتج يباع في الأكشاك بمبلغ وقدره (خمسة قروش) لا غير .. إذن هي تعتمد على تعاطف السذج والبلهاء منا !! المصيبة الكبرى أن هذه النصابة القذرة لازالت شابة في مقتبل العمر .. عرفت هذا وقدرته عندما نظرت في عينيها من وراء النقاب!! أنهما عينان لأنثى شابة ولا جدال في هذا !! هذه القذرة فضلت اللعب على أوتار عواطف البلهاء من مرتادي المترو بدلاً من أن تبحث لنفسها على وظيفة شريفة !! أي وظيفة جديرة بأن تمحي منها عار التسول والنصب !! أي وظيفة لا تستحق هذا المجهود الجبار الذي تبذله طوال اليوم في التنقل بين عربات المترو ! أي وظيفة والسلام ! أكثر ما أثار حنقي هو الطفل النائم على كتفها بكل وداعة .. طفل مثله مثل أي طفل رضيع في سنه .. طفل ذو قلب وعقل في نصاعة لون خلفية هذه المدونة !! إلى أن .. إلى أن يكبر ويترعرع في عالمنا ! فهذه القذرة ستهدي إلى مجتمعنا متسولاً جديداً أو مجرم أخر يعيش في بلدنا! هذا الكيان النائم سيصحو يوما مكشراً عن أنيابه في شراسة ليبدأ انتقامه ضد المجتمع ! ولا أتوقع أبداً أن تخصص أمه وقتاً ما لتربية هذا الطفل الصغير .. بل ستتركه للظروف الصعبة المحيطة به لكي تقوم بتشكيل أخلاقه وسلوكه ! لحظتها فقط تمنيت أن أعطي هذه المرأة صدقة من نوع خاص !! تمنيت أن أعطيها (واقي ذكري) !! نعم .. واقي ذكري من النوع الجيد والمتماسك !! فيمكنها – بهذه الطريقة – يمكنها ممارسة النصب نهاراً مع المغفلين والبلهاء .. أما في الليل .. فيمكنها ممارسة الحب مع زوجها – أو أياً كان – دون أن يكون هناك توابع جنينية أو نواتج بشرية من هذا اللقاء !! بسبب هذا الواقي: هذه المرأة (المستهبلة) ليست إلا نموذج لتطور أيديولوجية التسول في القرن الحادي والعشرون ! بالطبع أنا لا أصب جام غضبي على شخصها أو حتى ظروفها .. بل أحنقني للغاية أسلوبها في النصب .. فإذا أرادت أن تستخف بعقلي وعواطفي ، فلتبتكر وسيلة أكثر ذكاءاً من مجرد (بونبون من أبو شلن يسقط على حجري)!! * * * * * لازلت في نفس المترو .. بالتحديد بعد محطتين من وقت حدوث الوقعة السابقة !! نفس المشهد يتكرر بحذافيره .. إلا أن هذه المرة لم يتواجد الطفل أو البونبون !! بل قامت امرأة أخرى ملثمة بتوزيع وريقات صغيرة على كل راكب يجلس على مقعد (ولم أدري الحكمة في عدم توزيع الورق على الواقفين) !! قرأت الورقة بعناية .. وكان محتواها يقول باختصار : زوجي في الإنعاش ويحتاج القيام بعملية (بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا) المثير للدهشة أن الورقة مكتوبة بالكمبيوتر .. وتم استنساخ عدة صور منها باستخدام ماكينة تصوير !! أي نصب ولامؤاخذة (ديجتال) !! الأكثر غرابة أني صادفت هذا الموقف بعينه عدة مرات متباعدة.. وبسبب نقاب المرأة لم أعرف إن كانت هي التي أصادفها كل مرة ؟؟ أم هي مجرد زميلة أخرى تشاركها في نفس (السبّوبة) ؟؟ وما كان مني إلا أن قمت بنفس رد الفعل السابق مع النصابة الأخرى .. ولا أدري إن كان ينفعها (الواقي الذكري) في حالتها أم لا (باعتبار إن زوجها في الإنعاش إن كانت من الصادقين) !! هناك شخص أعرفه جيداً قال يوماً : وما المترو إلا مسرح كبير* ! فيا لعجب ما يحدث داخل كتلة الصفيح هذا !! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * أنا . * * * * * تتركز سيكولوجية التسول على فاعلية (البيع والشراء) .. فالمتسول غالباً ما يكون مصاب بعاهة أو تشوه بشع (أعور ، أجدع ، كساح ، بتر ، عيب خلقي) .. ويعرض كل متسول ما أتيح له من عاهة أمامك (على عينك يا تاجر) .. وبمفهوم أخر أنه يبيع لك عاهته ويجعلك تقارن نفسك به لا إرادياً .. ثم تكتشف فجأة أنك تمتلك بداخلك (بضاعة) عالية المستوى ، ويعطيك شعوراً لحظياً بتمام عافيتك وصحتك ، وأنك أفضل من غيرك .. ثم تمتد يدك إلى محفظتك وتخرج منها ما استطعت من نقود وأنت في غاية التأثر .. وكلما زادت فداحة العاهة .. كلما زادت قيمة الحسنة أو الصدقة !! هؤلاء القوم لن أتكلم عنهم بقسوة .. فهم – غالباً – لا ذنب فيما أصابهم !! إلا أنهم أحياناً يبالغون في عرض بضاعتهم بطريقة تثير الاشمئزاز لضعاف القلوب!! * * * * * بعض المتسولين حددوا (تسعيرة) موحدة ومعينة لقيمة الحسنة ! فإذا قدمت لهم صدقة أقل من هذه التسعيرة ، فلا بأس من سماع لعنات وسباب واتهامات لك بالبخل والشح والسحت والتقطير وأنك مجرد (أفندي جلدة) ! أما إذا نالت حسنتك رضاهم ، لك أن تعطر أذنيك بعميق الدعاوي لك والتي لن يخرج مضمونها عن : ربنا يعمر بيتك .. ربنا ينجح لك أولادك .. ألهي يبعد عنك ولاد الحرام .. ربنا يستر طريقك .. وإذا لم تتواجد في أصبعك دبلة فضية أو ذهبية فيمكنني أن أضيف الدعوة المأثورة : ربنا يرزقك بــ (أبن / بنت) الحلال يا رب ! والمعروف عن المصريين بأنهم شعب طيب القلب .. ومعظمه يدفع للمتسولين باستمرار وسخاء .. والطريف أن عدد المتسولين لا يقل أبداً .. بل يزداد باضطراد كل يوم !! ولم نصادف متسول يوماً قرر اعتزال المهنة لأنه وصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي .. ولا يوجد للمتسول سن معين للإحالة إلى المعاش .. بل هو متسول حتى النهاية .. وبنفس الاستماتة المألوفة ! التسول بأي شكل من الأشكال هو شيء مقزز .. وأتمنى أن تصل ثقافتنا يوماً وترتقي لنعرف الفرق بين : المتسول ، الفقير ، المسكين ، النصاب ، المحتاج ! بالمناسبة : الفرق كبير بين كل ما سبق! وأكثر شخص يستحق صدقتك هو الشخص الذي تعف عليه نفسه لمد يده وسؤال الناس ! لذلك : فكر جيداً قبل أن تدخل يدك في جيبك .. ثم فكر وأنت تخرج يدك من جيبك : هل يستحق (المتسول النصاب / المتسولة النصابة) نقودك ؟؟ أم يستحق (اللي بالي بالك) ؟؟
.. ساعدوني يا أصحاب القلوب الرحيمة (بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا) !
بقلم :
wael
at
2:00 م
7
التعليقات
Labels: تأملات