11‏/2‏/2008

مصر اليوم في عيد !


من كل قلبي : مبروك ليكي يا مصر يا حبيبتي ..

مبروك لكل المصريين الفوز بكأس أفريقيا للمرة الثانية على التوالي !!

لكل مصر ولكل المصريين أحب أهديكم وأغني لكم بصوت عرينتي :

مبروك مبروك مبروك .. مبروك عليكم وعلينا

مبروك مبروك مبروك .. مبروك يا ناسنا وأهالينا

يارب كتر أفراحنا .. يا رب كتر أفراحنا

وعلى قد نيتنا أدينا


بس مش مبروك ليا أنا واللي زي حالاتي !!

ليه ؟؟

لأني لست من هواه كرة القدم (لعباً ومشاهدة) .. وأفضل أكثر مشاهدة لعبة التنس ، فهي لعبة أنيقة رقيقة رشيقة هادية .. لا عنف فيها ولا تعصب .. تجمع بين ذكاء الشطرنج ومناورات البلياردو واستراتيجيات الكر والفر الممتعة للعين .. حتى صوت كرة التنس وهي ترتطم بمضرب اللاعب أو اللاعبة مريح لأعصابي ومحبب لنفسي !! حتى جماهير لعبة التنس تجد فيهم رقي واستعلاء رياضي جميل ، ففي أثناء اللعب يغلف الصمت المكان ولا تسمع إلا صوت الكرة وهي تتقافز هنا وهناك .. وعند انتهاء الجولة تسمع صوت الجماهير الذين حبسوا أنفاسهم احتراماً لتركيز اللاعبين ..

أيضاً أحب مشاهدة كرة اليد والكرة الطائرة وأحيانا كرة السلة لو كنت في مزاج رائق نوعاً ما!! وكلهم ألعاب جماعية .. ولكن كرة القدم !! لا أدري لماذا لا أحبها .. أو لماذا أكرهها!!

**********

بعد إلحاح طويل من أصدقائي وافقت على حضور (ماتش) بين الأهلي والزمالك في الملعب (تقريباً من عشر سنوات) .. كانت المرة الأولى والأخيرة !! وذهبنا الإستاد قبل الموعد بساعتين بناءاً على رغبتهم .. ومررنا من البوابة بشق الأنفس وأنا أحمل هماً خفياً للخروج منها مرة أخرى بسبب سوء التنظيم للدخول !! ووجدنا مقاعد بصعوبة أيضاً ، وارتميت أنا على مقعدي في هدوء منتظراً بداية المباراة ثم نهايتها .. وبدأت المباراة وأصدقائي يشجعون فريق الأهلي بكل حماس .. واحد منهم قال لي : (أنت فاكر نفسك قاعد في سينما ؟؟ قوم أقف شجع) .. وقفت وهللت بلا حماس .. فقط مجاملة لأصدقائي وليس لفريق الأهلي الذي لم أعرف حتى أسماء لاعبيه .. طاهر أبو زيد .. هشام يكن .. أحمد شوبير .. علاء ميهوب .. حسام وإبراهيم حسن .. رفعت الفناجيلي .. وهذه الأسماء قرأتها في الصحف وهذا يفسر وجود اسم رفعت الفناجيلي !!

واشتدت المباراة .. وبدأت جماهير الأهلي بإنشاد أغاني بذيئة عن فريق الزمالك .. ثم يقوم جماهير الزمالك بالرد عليهم بإنشاد أغاني لا تقل بذاءة عن فريق الأهلي .. ثم يقوم جماهير الأهلي بالرد عن طريق أغاني قذرة وقميئة عن جماهير الزمالك .. وبالتالي يقوم الزمالكاوية بالرد .. ثم تجتمع جماهير الناديين وتتحد في سب والدة حكم المباراة لأن كلا الفريقين يظن بأن الحكم يتعاطف مع الفريق الأخر .. ثم تقوم جماهير الأهلي بسب لاعب أهلاوي معين لأنه أضاع فرصة محققة لإحراز هدف ثمين .. ثم يهلل جماهير الأهلي لنفس اللاعب بعد فترة لنجاحه في إحراز الهدف مع إمكانية سماع هتاف الزمالكاوية اللاعنة لجدود اللاعب الأهلاوي وحارس مرمي الزمالك معاً !!

طبعاً ما يحدث في الملعب لا يختلف إطلاقاً عما يحدث في أي مقهى أثناء المباراة .. نفس التعصب الأخرق موجود في كل الحالات !! من الذي قال يوماً: الرياضة أخلاق ؟؟ وأي أخلاق يقصد ياترى ؟؟

**********

ذات مرة سألني صديق عرفته للتو : هل أنت أهلاوي أم زملكاوي؟؟

قلت في سرعة : لا أحب كرة القدم أساساً !

تساءل في دهشة : أفندم ؟؟

ردت ببرود فلسفي : كرة القدم بالنسبة لي مجرد قطعة جلد مملوءة هواء يحكمه (بلف) ، يهرول ورائها أثنان وعشرون أحمق يهلل لهم ملايين البسطاء .. هذه هي كرة القدم بالنسبة لي !!

هو : ؟؟؟؟؟!!!!!

**********

وأعترف بسعادتي البالغة لكرهي لكرة القدم !! وأعترف أكثر بتلذذي لمشاهدة الناس أثناء متابعتهم لكرة القدم .. ابتسم عند تعصبهم !! أتشفى عند هزيمتهم .. أتواضع نوعاً ما وأقوم بتهنئتهم عن فوزهم !!

كنت أتمنى تركيز ملايين الناس في قضايانا الوطنية عوضاً عن كرة القدم .. فبدلاً أن يخرج الناس في احتفالات بالفوز لمنتخبنا سرعان ما ننساه ، كان أجدر بهم الاجتماع والاتحاد على قهر الظروف القاهرة التي يعيش فيها مجتمعنا .. مثل قمع الحريات , تغير ما يلزم من الوزراء المقصرين .. نشر الوعي السياسي والثقافي والحضاري ..

أحم .. (بلاش كدة النهاردة .. مصر اليوم في عيد على رأي شادية) !

**********

عامة فرحة الفوز ستنضب يوما بعد يوم إلى أن تتلاشى تماماً .. ويعود البسطاء لهمومهم العادية .. مضافة إليه ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية (زيت ، سكر ، الأرز ، اللحمة ، الأدوية ، البنزين ، الجاز ، ... الخ ).

مصر يا حبيبتي ..

ألف مبروك .. مليون بوسة من شفايفي على المليون متر مربع هم مساحتك !!

وألف مبروك للأهلاوية والزمالكاوية والدراويش والإنباوية (بتوع إنبي) والناس الحلوة بتوع مصر ..

مبروك يا مصريين .

وائل!

هناك تعليقان (2):

Hadota ... حدوتة يقول...

والله يا وائل نفس المشاعر بالظبط

مقدرتش مفرحش عشان مصر خدت الكاس
احساس بجد جميل انك تحس ان بلدك فازت


بس نيجى ندور نلاقيها فازت فى كرو القدم اللى انا فعلا ماليش فيها خالص


وبستغرب من الناس فعلا وهيا بتابع بمنتهى الاهتمام والتعصب وتلاقيهم يلبسوا احمر عشان اهلاوية ويكرهوا ناس معينة عشان زملكاوية


موضوع مش منطقى خالص يعنى

وان كان لابد من احترام رغبات وتفضيلات الناس بس مش لدرجة الامور توصل للشكل دا


رياضة التنس يقاتل انها رياضة الملوك

نفهم من كده ان حضرتك ليك فرع ملكى؟؟؟؟


دا غير فعلا ان الفرح بتاعة الناس بالكاس مبهرة جدا واوفر اوي بصراحة وانا عن نفسي لا تابعت الاحتفالات ولا احتفلت

بس اهو يمكن الناس محتاجة تسرح عشان تنسي شويه الكلام عن الاسعار اللى غليت وخاصة الرز والمكرونة والسكر والعدس


ليه بتفكرنى وتقلب عليا المواجع بس؟؟؟


يللا مصر اليوم فى عيد

:D

ayar يقول...

عذرا غزة .. فالامة منشغلة !!